«شمس» التقت عددا من الشباب والفتيات الذين أقدموا على الزواج وهم لا يزالون في طور الدراسة، ليجمعوا بين التحصيل العلمي المتميز وإدارة مملكة الأسرة الصغيرة، وكشفوا الكثير بعضا من تجاربهم الخاصة وكيف أنها كانت مثيرة، وجديرة بأن يحذو حذوها شباب اليوم، بعيدا عن تعقيدات الحياة والعراقيل التي يضعها الكثيرون. أحمد سعد، طالب يدرس الماجستير حاليا، بعد أن تزوج وهو في السنة الأولى من دخوله الجامعة، وصف تجربة الحياة الزوجية بالشاقة والممتعة في الوقت ذاته، ويعتبر النجاح الكبير الذي حالفه ما كان ليتحقق لولا التوفيق الذي لازمه من الله عز وجل، واقتحامه عش الزوجية، وذكر أنه كان يبحث عن الاستقرار النفسي والإحصان، مع كثرة المغريات في سن الشباب، حيث كانت أفكار السفر مع زملاء الجامعة إلى الدول المجاورة بحثا عن اللذة المحرمة تغري الشباب: «كنت أعيش في دوامة بين ضغوط الشهوة وفرص المتعة المحرمة، وعرضت على والدي فكرة الزواج فأيدني وشد على يدي، وتكفل بمصاريف الزواج كلها، وتغيرت حياتي بعد ذلك؛ إذ أصبحت رب أسرة أحمل هم زوجة ثم أولاد على عاتقي، وكان هذا سببا في أن تغير مستواي الدراسي إلى الأفضل، خاصة بعد مجيء ابني الثاني إذ تضاعفت المسؤولية وأحسست حينها فعلا بأنني أحتاج إلى أن أدفع نفسي إلى الأفضل لأقدم نموذجا قريب المنال، وأكون قدوة صالحة لأبنائي». حققت أعلى الدرجات! مرام الغامدي، متزوجة ولها أطفال، أوضحت أنها بفضل من الله استطاعت أن تحصل على أفضل الدرجات المرتفعة وبمعدلات متميزة وهي تدير أسرتها الصغيرة المكونة من خمسة أطفال وزوج وخادمة: «زوجي يساعدني بأخذ الأطفال والذهاب بهم إلى التنزه خارج المنزل في أيام الامتحانات، فهو متفهم ولله الحمد، كما أنه من حين لآخر وفي وقت انشغاله يوفر لنا وسائل ترفيه مناسبة في المنزل تشغل الأطفال، وبما أن لدينا ثلاثة من أطفالي ملتحقين بالمرحلة الابتدائية، فإنني وزوجي نقوم معا بتبادل الأدوار لإيجاد الوقت الكافي لنتمكن من المذاكرة لأبنائنا واسترجاع ما يدرسونه». وأضافت: «عندما أعود من الجامعة أحضر الغداء الذي أكون قد طبخته من المساء- رغم وجود الخادمة- ثم آخذ قسطا من الراحة في فترة الظهيرة، وعند الاستيقاظ عصرا أذاكر لأبنائي، ثم يذهب زوجي إلى عمله بعد أن نتبادل أطراف الحديث إلى حين ذهابه، ثم أبدأ أنا بمراجعة واستذكار ما درسته حتى الساعة التاسعة والنصف، ثم أدخل أبنائي إلى غرفهم للنوم بعد أن يتناولوا عشاءهم، وأنتظر زوجي إلى حين عودته. فوائده كثيرة وأكد عضو هيئة كبار العلماء فضيلة الشيخ الدكتور صالح الفوزان أن فوائد الزواج المبكر كثيرة لكن من أهمها حصول الأولاد الذين تقر بهم عينه، يقول سبحانه وتعالى: {والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين} [الفرقان: 74]. ويوضح: «في الزواج المبكر وحصول الأولاد تكثير الأمة الإسلامية والمجتمع الإسلامي، يقول صلى الله عليه وسلم: «تزوجوا الودود الولود، فإني مكاثر بكم الأمم»، أو كما قال صلى الله عليه وسلم، فالزواج تترتب عليه مصالح عظيمة منها ما ذكرنا، فإذا ما شرحت للشاب هذه المزايا وهذه المصالح فإنها تضمحل أمامه المشكلات التي تخيلها عائقة له عن الزواج». وفند فضيلته بعض المثبطات عن الزواج المبكر وأنها تشغل عن التحصيل العلمي وعن الدراسة فليس هذا بمسلم، وأكد: «الصحيح هو العكس؛ لأنه ما دام الزواج تحصل به المزايا التي ذكرناها، ومنها السكون والطمأنينة وراحة الضمير وقرة العين؛ فهذا مما يساعد الطالب على التحصيل؛ لأنه إذا ارتاح ضميره وصفا فكره من القلق فهذا يساعده على التحصيل. مفتاح لأمة نشيطة من جهة أخرى، أشار المستشار الشرعي الشيخ محمد بن سرار اليامي إلى أن «الزواج المبكر مفتاح لأمة شابة نشيطة فتية، وأنه معين للشباب والفتيات على حد سواء على قطع الخواطر الشيطانية ودافع نحو النجاح في الحياة»، وشدد على أن «الزواج المبكر حابس للتهورات اللاأخلاقية التي يرتكبها الصغار، وهو أداة لدحر الشيطان وإيقاف خطواته؛ قال الله تعالى: {ولا تتبعوا خطوات الشيطان}». وأوضح أن «بعض الأبحاث الطبية أكدت إيجابية الزواج المبكر في منع سرطان الثدي لدى الفتيات»، ورفض تحديد سن معينة للزواج وإنما الأمر يتعلق بأهلية الفتاة ومدى مواءمتها لهذا الأمر .