كثيرون هم الذين يحرصون على الإعلانات ومتابعتها وتصديقها، يجرون خلفها ويحرصون على أن يجربوا أي جديد حتى لو كانت عبارات هذه الإعلانات تنطق بالكذب الواضح الصريح، وأغلب من يجري خلف هذه الإعلانات هن النساء للأسف! فالإعلانات تحاول أن تستغل عاطفة المرأة وحبها للتجمل. تتنوع هذه الإعلانات لتشمل جميع الحاجات في الغالب، سواء كانت أمورا بسيطة أو كبيرة ومعقدة، من إعلانات تفتيح لون البشرة في سبعة أيام وربما أقل، ولأصحاب البشرة البيضاء كريمات تجعل البشرة برونزية، وللمرأة السمينة كريمات التخسيس، وللرفيعة مساحيق التسمين، أو كريمات لنفخ أجزاء معينة من الجسم! وللشعر كريمات أخرى، للتطويل وللتنعيم ولتغيير اللون. وكل منتج يظهر، يركضون خلفه لتجريبه بصرف النظر عن هذا المنتج، وهل تم اختباره طبيا أم لا.. فالمستهلك لا هم له سوى الحصول على هذا المنتج، دون أن يفكر في حماية نفسه، في ظل غياب الدور الفعلي لجمعية حماية المستهلك.. والله أعلم من هو الشخص الذي يعرف الدور الذي تقوم به جمعية حماية المستهلك..؟! حتى جمعية حماية المستهلك قد تجهل الدور المطلوب منها.. ولو عرفت دورها قد تقوم به متأخرا جدا، بعد أن يتم اختبار المنتج من قبل الناس، وبعد أن تظهر آثاره السلبية عليهم، تقوم عندئذ جمعية حماية المستهلك بالتحذير من هذا المنتج وتنتشر بين الناس إيميلات تحذر منه، والله أعلم لمصلحة من تتم هذه التحذيرات..؟ لكن السؤال المهم: هل هناك عقوبة صارمة تقوم بها هذه الجمعية – حتى على سبيل التشريع فحسب لتردع أمثال هؤلاء الذين يتاجرون بأرواح الناس وصحتهم التي لا يمكن أن تعوض بأي عقوبة من العقوبات؟! ومن أمن العقوبة سيتصرف وفقا لما يراه يحقق مصلحته المادية فقط. والأمر المؤسف أن ثقافة التعويض غير موجودة في مجتمعاتنا العربية، ربما ستكون قادمة في الطريق، ولكن هل ستكون عادلة ومنصفة أم أن الواسطة ستجد طريقها إلى أموال التعويض، ولا يحصل على تعويض إلا فلان من الناس حتى لو لم يكن يستحقه؟