لمس أدباء منطقة الجوف أسباب تدني نسبة القراءة بين الشباب في ظل هيمنة «ثقافة الصورة»، وقرر نادي أدبي الجوف مواجهة الظاهرة مبكرا في مرحلة رياض الأطفال، وأصدر مجموعة قصصية للأطفال ضمن برنامج النادي لطباعة وإصدار الكتب المميزة للأطفال، وضمت المجموعة ثلاثة قصص، هي «الجائزة، وشجرة العطاء، والصياد سعدون»، مع فتح الباب لأصحاب المواهب الشابة للكتابة في أدب الأطفال، ونشر الإبداعات الجيدة منها. وأكد رئيس نادي الجوف الأدبي إبراهيم الحميد أن مجلس إدارة النادي سيصدر ست مجموعات قصصية للأطفال خلال الأسابيع المقبلة، وسيزود النادي مكتبات ومدارس المنطقة، الابتدائية وروضاتها، بهذه المجموعات بعد اكتمالها، مع بدء العام الدراسي، مشيرا إلى أن ذلك التوجه الجديد يهدف إلى تشجيع الأطفال على القراءة من خلال هذه السلسلة، موضحا أن النادي يرحب بالمؤلفين الذين يرغبون في الكتابة للأطفال ونشر مجموعاتهم القصصية. وتأتي الخطوة في التركيز على نشر قصص الأطفال بجانب إبداعات الكبار منسجمة مع عدة دراسات تربوية صدرت أخيرا، تدعو إلى الاهتمام برياض الأطفال في المملكة من خلال قصص من البيئة المحلية تعزز الهوية الوطنية في وجدان الطفل أمام انتشار بعض الألعاب الإلكترونية المتصادمة حضاريا مع ثقافة الأمة، منها دراسة للباحثة نهلة اليونس، حذرت فيها من تدني اهتمام الأسر بأطفال الروضة والابتدائي، وتراجع دور «الحدوتة» في حياة الطفل، معتبرة ترغيب الطفل في قراءة القصص الهادفة، البوابة الأولى لتشكيل وعيه ومهاراته في سن مبكرة. ودعت إلى تأهيل المربيات اللواتي يتولين رعاية أطفال العاملات الذين تقل أعمارهم عن ستة أعوام، عبر برامج مكثفة تضمن غرس المربية القيم النبيلة في وجدان الطفل من خلال الحدوتة أو الممارسة السلوكية عمليا. وجاء قرار نادي الجوف بالتوسع في نشر القصص التي تنمي وعي الأطفال بعد أشهر من حريق تعرض له النادي للمرة الثانية، من بعض الغاضبين، وتهديد رئيسه بالقتل .