تسكن بمنزل إيجار بمفردها، ولا يوجد لديها أحد سوى أهل الخير الذين يترددون عليها باستمرار، ولا يتركونها..هكذا باتت «أم شيماء» الخمسينية المطلقة التي ليس لديها من الأبناء سوى بنت واحدة متزوجة تسكن بعيدا عنها! أصيبت «أم شيماء» بمرض الجذام عن عمل سحر من شخص كان ينوي الزواج منها، فتخلى عنها كل أقاربها ولم يبق معها سوى الله تعالى، ثم أهل الخير وابنتها التي تتردد عليها من وقت إلى آخر. تتحدث «أم شيماء» عن وضعها ووحدتها برضا يفيض من وجهها: «بفضل من الله تعالى، لم أشعر بوحدة أبدا، فأنا إنسانة مؤمنة بقضاء الله وقدره، ولي جيران طيبون لا يتركونني إلا وقت النوم، وفي وقت متأخر جدا، حتى لا أشعر بالوحدة أبدا، وقد أصبحوا أهلي وأسرتي رجالا ونساء، ولله الحمد، أبناؤهم أبنائي وأنا سعيدة جدا بهم». سحر وطلاق وعن سبب طلاقها وتغربها بعيدا عن أسرتها وابنتها: «لم أعش مع زوجي إلا أسبوعا واحدا وبعدها سافر ليوفر لنا سكنا قريبا من عمله، فعاد لي بعد شهر مسحورا ومجنونا، وكنت حينها حاملا بابنتنا بمنزل والدي، وبعدها أصبت بعمل سحر أكل أصابع يدي ورجلي، وتسبب لي بأمراض كثيرة جهلها الأطباء، ومن ثم قرروا أنني مريضة بمرض الجذام، فعزلوني لمدة ستة أشهر بمستشفى الأمراض النفسية بعيدا عن بنتي وأهلي، وحين خرجت لم أجد أحدا بجانبي، فالكل ابتعد عني خوفا من العدوى، وتحملت إلى أن تزوجت بنتي ومات والدي، فلم أجد قبولا عند إخواني وزوجاتهم، فسكنت مع بنتي ولم يقبلني زوجها، فقررت أن أسكن بمفردي بعيدا عنهم حتى لا أتسبب لأحد بمشكلات، والحمد لله ساعدني أهل الخير في إيجاد سكن، ورزقني الله من فضله جيرانا طيبين لم يقصروا معي بشيء ولله الحمد، وبنتي تزورني بين وقت وآخر ولم تقصر معي أيضا». طالبة نظيفة وبالنسبة إلى عنايتها ببيتها وهي تفقد أصابعها: «الحمد لله، ربنا لا يقطع رحمته عن عباده، وإذا أغلق بابا بوجه عبده فتح له 100 أخرى، ويضع قوته بأضعف خلقه «سبحان الله» فبفضل من الله تعالى بيتي نظيف، وكذلك ملابسي وأكلي، والكل يروي ويحكي عن نظافتي، وأنا طالبة بمدرسة محو الأمية، وقد نجحت هذا العام، وأنا أقرأ وأكتب وأطبخ وأغسل وأقوم بواجباتي مع الجيران، ولم أشعر أنه ينقصني شيء في حياتي». وعمّا إذا كانت تشعر بالحرمان أحيانا بعيدا عن أسرتها: «أشعر أنني حرمت من حياتي وشبابي وصحتي وزوجي وبنتي التي رباها الناس وأنا بعيدة عنها، فأنا لم أعش إلا بألم وما زلت كذلك، وأتمنى أن تكون سعادتي عند الله، فأنا مؤمنة بقضاء الله وقدره، ومصلية وصائمة وذاكرة ربي، وحسبي الله ونعم الوكيل فيمن كان السبب».