النوخذة أبو مبارك، 66 عاما، أحد أشهر صيادي المنطقة الشرقية، يقضي جل وقته في البحر بصحبة «اليخت» عبر رحلات سياحية ينظمها متنقلا بين جنباته يتذكر كل ماضيه وسنوات عمره التي قضاها لمدة 40 عاما يصيد السمك ويلتقط اللؤلؤ والمحار. اليوم ورغم تقدم الزمن به إلا أنه عاد مرة أخرى للبحر ولكن ليس صيادا كما كان في الماضي بل أصبح سائقا لليخت بواقع رحلتين يوميا مدة كل رحلة 55 دقيقة يقوم فيها أبو مبارك برحلات سياحية لمحبي البحر ولونه البحري وهدوء أمواجه ورومانسيته يحملهم على متن يخته الذي كلفه مبلغا ماليا كبيرا. «شمس» رافقت النوخذة أبو مبارك في إحدى رحلاته السياحية على متن اليخت، حيث قال: «البحر عالم جميل لا يعرف أسراره إلا من عمل به وأبحر فيه وعاش أيامه عليه، وأنا منذ أكثر من 40 عاما، وأن أعمل صيادا به أقضي فيه كل أوقاتي وعشت طفولتي وشبابي فوق أمواجه، وهأنذا اليوم أكمل مسيرة حياتي فيه على متن هذا اليخت، وفي كابينة القيادة أقوم بعمل رحلات سياحية كل يوم مرتين للكثير من العوائل والشباب ومحبي البحر، فالأمور تحولت الآن، فبعد أن أصبح الذهاب للبحر والإبحار فيه للبحث عن لقمة العيش أصبح الآن للنزهة والسياحة وها نحن نواكب هذا الجيل الذي أشغلهم البلاك بيري والبلاستيشن؛ حيث يقضون فيها معظم أوقاتهم في المنزل وكأن المنازل لا يوجد بها أحد من الهدوء الذي يخيم عليهم أثناء استخدام هذه التقنية الحديثة». وتابع: «بدأت الإبحار عندما كان عمري 18 عاما، وأرى أن قيادة اليخت أسهل وبكثير وأفضلها بشكل كبير على قيادة السيارات التي تحولت بفضل بعض الشباب إلى مخاطر وهلاك ووفيات، فبعض الشباب هداهم الله لا يتوخون الحذر في القيادة بل تجدهم يسابقون الزمن في الوصول إلى مبتغاهم، وهذا ما جعلنا نخاف وبشكل كبير من قيادة السيارات، أما قيادة اليخت فهي مريحة ولا توجد بها حوادث، كما أن البحر وسيع ولا تجد من يضايقك فيه على الإطلاق، إلا أنه ينبغي أن تكون حذرا فيه من ناحية معرفة الأماكن المنخفضة مثلا أو المرتفعة أو الجبال واتجاهات الريح وغيرها من الأمور التي يجب تعلمها قبل الإبحار فيه». وأكد النوخذة أبو مبارك أنه مستعد لتعليم أي شاب يريد تعلم قيادة السفن البحرية أو اليخوت، وأضاف: «كثير من الشباب الذين يحضرون عبر هذه الرحلات السياحية على هذا اليخت يفاجؤون كيف وأنا في هذا العمر أعرف قيادة هذا اليخت ولا يعرفون أنني منذ صغري وأنا ابن للبحر تعلمت فيه كل شيء حتى أصبحنا أصدقاء بعضنا لبعض، كما أن أكثر الشباب يحضرون لكابينة القيادة هنا ليتعلموا كيف أقود هذا اليخت ودائما أسئلة الشباب تتركز على سرعة اليخت وكأنهم يريدون سرعة قصوى كتلك التي على الطبيعة، وأنا هنا أؤكد أن سرعة هذا اليخت متوسطة، حيث تصل إلى 30 درجة حسب معيار القيادة هنا، وأنا أتذكر أنني استغرقت رحلتي من الشارقة بالإمارات إلى المنطقة الشرقية هنا نحو 36 ساعة متواصلة». .