ترتفع درجة الحرارة حتى تصل أشدها، ومع ذلك يفرح الجميع ويبتهجون بانتظار الصيف الذي يحمل معه انعتاقا وحرية من الالتزامات والواجبات اليومية الروتينية المملة بعض الشيء. فالبعض على سفر إلى بلدان ذات أجواء مختلفة تنسيك المعنى الحار للصيف، والبعض الآخر يبتهج استعدادا للمناسبات المفرحة التي تنتظر الصيف لتتوالد «حفلات التخرج، وحفلات الزفاف، وغيرها من المناسبات». فيكون الصيف دائما وفي كل الأحوال الوقت الذي تستنزف فيه جميع أموالك وكل ما ادخرته طوال الفترة الماضية إذا كنت ممن يدخرون، أو الموسم الذي يحمل أعباء وديونا مرهقة إذا لم تتعلم من الأعوام الماضية، وما أكثر الذين لا يتعلمون! وفي الأعوام الأخيرة بات الصيف مرهقا أكثر؛ لأنه احتوى شهر رمضان، ومناسبة عيد الفطر، ثم العودة للمدارس بعد ذلك! فرمضان يجعلك تعتقد أن الناس يصومون عن الأكل 11 شهرا، وفي العيد يغزون محال الأثاث وكأن أثاثهم لم يعد ينفع لشيء! ولكم أن تتخيلوا كمية المبالغ التي تصرف منذ بداية الإجازة وحتى نهايتها.. خصوصا أن بعض النساء تظل تطلب وتطلب دون أن تفكر هل يستطيع زوجها أو والدها تحقيق هذه المطالب أم لا..؟ هي غير ملزمة بالتفكير بإجابة هذا السؤال، هي تفكر كيف تنافس فلانة، وكيف لا تشعر بأنها أقل مستوى من زميلتها الجديدة التي تعرفت عليها في مناسبة ما! دون أن تنظر لمستواها الاقتصادي الذي قد يكون مختلفا كلية عنها، فنظرية البعض منهن: أن تستنزف كل ما في جيب زوجها، لأنه لم يأخذها في رحلة إلى بلد أكثر برودة، مثل زوج صديقتها! ويضيع الصيف دون أن تكون هناك متعة وراحة فعلية، ودون فائدة أحيانا، ماذا لو اُستغل جزء من هذا الصيف وأُدخِل أحد الأبناء في دورة تنمي موهبة يحبها، لغة، حاسب، دورة تجميل، أو ديكور داخلي مثلا؟ قد تنفعهم لاحقا وتكون مصدر دخل، على حد قول أحدهم بأنك تحب عملك حين يكون هو هوايتك!