الرخصة الدولية للحاسب الآلي، أو ما تعرف ب ICDL، ظهرت ك«الفقع» بشكل مفاجئ وغزير خلال العامين الماضيين، بداية من الحُمّى التي اجتاحت وسائل الإعلام والتجمعات الطلابية وغيرها، وتم الترويج لها بأنها المنقذ من الأمية الإلكترونية أولا، والأهم من ذلك كونها أساس كل فرصة وظيفية! وهذه الشهادة الموقرة هي سلاح العاطل ليتخلص من البطالة، وأن الشركات والجهات الحكومية فاتحة ذراعيها لجحافل «الآي سي دي إلييّن»، وأن لا عذر لمن لا يحملها، لتتسابق المعاهد والمراكز التدريبية على الإعلان عن دورات تأهيلية للحصول على هذه الشهادة «العظيمة». الغريب أن مكتب اليونسكو لا يعترف بالشهادة السعودية! ومكتب اليونسكو بالقاهرة يضم ثماني دول ليست المملكة من بينها، في حين سارعت المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني لاعتمادها، وطلب اعتمادها كذلك من ديوان الخدمة المدنية، جعل التهافت عليها أكبر، فماذا حدث فجأة لترسل المؤسسة العامة تعميما مقتضبا لجميع المنشآت التدريبية في المملكة بإيقاف جميع اختبارات شهادة ICDL في المملكة، تحت ذريعة «عدم انتهاء الترتيبات الخاصة بها»! لتشدد بعد ذلك على المراكز النسائية ب«التوقف فورا ونهائيا عن الإعلان والتدريب على برامج هذه الرخصة أو التحضير لها بجميع مستوياتها وأشكالها ومسمياتها ومستوياتها، والتوقف عن الإعلان عن اختباراتها، أو تنظيمها أو أدائها، أو إصدار شهادات اختباراتها، وعدم التعامل مع الشركة المختصة ببرامج ICDL السعودية وممثليها أو مندوبيها بأي شكل أو صفة»، إضافة إلى مخاطبة وزارة الخدمة المدنية لإلغاء الاعتماد السابق لهذه الشهادات وعدم معادلتها بأي دورات تدريبية. والغريب كذلك أن إدارة مكتب ICDL السعودية هم من قيادات الكليات التقنية السابقين، والتابعين للمؤسسة، ما ينثر تساؤلات بريئة عمّا يحدث وحدث، وتبقى المعاهد واستثماراتها الضائعة في الأموال التي دفعتها للمؤسسة أو مكتب ICDL، وكذلك الطلاب والطالبات وأحلامهم ومبالغهم المنثورة هباء منثورا، قال إيه.. رخصة دولية.. طلّ! مَدَدْ: قولوا لمعسول الثنايا ما على الدنيا أسف.. لا يذكر المعروف إلا بالوفا قف هاهنا وانظر إلى ما قد سلف.. كمثلما أوقفتني محتار في بيت التلف وقوف مسؤول بخيل اوقفا.. إن رام يسعى إلى المسعى وقف