أجواؤنا رياضية في كل مكان، والكل محترف، الجميع يتابع، ويحلل، ويراهن ويرصد. لكن لا شك أن هناك القليل منكم كل ما يفعله المشاهدة العابرة والحملقة البريئة من كل معرفة أو خبرة كما أفعل أنا، ويتأمل أمر الله في تلك الأعجوبة المستديرة، وهي تركل بين الأقدام، وتنتزع الصراخ وتسلب الوقت، وتستجلب الفرح والغضب، وكيف قد سخر الله لها كل تلك الأمم، والهمم. في الملاعب حياة من نوع خاص، ولترى هذه الحياة اترك قليلا صخب اللاعبين وثورة المشجعين، وحاول مراقبة الوجوه، اقرأها وفك رموزها، حتما سترى شيئا مختلفا. وإن شئت اترك الجميع وراقب «مارادونا» فقط وتمعن في تاريخه وشغبه وجنونه، وحاول تصديق ما يؤمن به هذا الرجل، هو يقول «أنا مغرم بالفريق الذي أدربه». إنه يقف بحماسة عجيبة على حدود الملعب، ويقفز إلى ما بعد الحدود، يقبل لاعبيه ويحتضنهم، يصفق لهم، ويحتفي بقدراتهم، ويتحدى بهم العالم. شئنا أم أبينا الكرة تفرض سيطرتها، وإن لم نكن نتقن الركل والانضمام إلى الفريق، فحري بنا في ظني أن نتعلم ماذا تعني صناعة فريق. ربما يقول أحدكم إنها مجرد لعبة! لكنها في الحقيقة عمل، وعمل مسؤول جدا، فماذا لو أحب كل منا عمله على طريقة مارادونا، وآمن كل مسؤول منا بقدرات من يعمل معهم..! ماذا لو أخلصنا جميعا معلمين وأطباء وأصحاب حقائب وزارية، وتعاملنا بحب مع مسؤولياتنا، ماذا لو راعينا حياتنا وأحببنا تفاصيلها على طريقة مارادونا..! إن أسطورة الملاعب الذي كان ولايزال حديثها العذب، ظل يحب الكرة عمرا طويلا، ولم تخذله قدماه ولا الكرة يوما، وهو اليوم يحب عمله، يحب فريقه، يحبهم بطريقة تمنحهم مسؤولية أحسبهم بكل ذاك الحب لن يخذلوه أبدا.