ها هي إجازة الصيف على الأبواب، ومعها موسم السفر. حين تشهد مطاراتنا الزحف البشري وكأنها تشهده لأول مرة. والحديث عن السفر لا يكفيه بالطبع زاوية أو مقال كل مسافر سفير وإن كان بلا سفارة. يرد عبر وسائل الإعلام قصص عن ابتزاز أو سرقة وقعت للبعض في إحدى الدول, ولكن أيضا يقع تصرف أو سلوك من بعض السياح السعوديين بالخارج لا يقدم صورة حضارية عن مجتمع محب للخير ومكارم الأخلاق. والبشر في الغالب يميلون إلى التعميم, لذا مجرد تصرف غير لائق مهما كان صغيرا لكنه يشوه صورة مجتمع في ذهن رجل الشارع. والعكس أيضا صحيح, فاللباقة واحترام قوانين البلد المضيف والتزام الأخلاق يؤثر إيجابيا وبشكل سريع ويعطي صورة حية راقية. فكما نسمع ونرى عن ابتزاز وسرقات في بعض العواصم, وهذا بالطبع يحدث في كل بلاد الدنيا بما فيها بلدنا, هناك تصرفات للبعض, وأشدد على كلمة البعض, من تسابق في المظاهر والسيارات وتصدير للسلوكيات في عواصم غربية وكأنهم لم يغادروا بلدهم، فأين التغيير وفتح الأفق؟ ما الفائدة من الوقوف في طابور طويل من أجل «شاورما» في باريس؟ لماذا المضايقة والتحرش و «الترقيم» أمام أنظار باقي السياح من مختلف الدول؟ ناهيك عن التمظهر إلى حد السذاجة, فقد نشرت الصحف خبر انتشال حقيبة يد من سيدة خليجية أثناء سيرها في أحد شوارع عاصمة غربية، وكان بها إضافة إلى هاتفها النقال مبلغ نحو 100 ألف يورو! فهل يعقل حمل مثل هذا المبلغ في حقيبة يد؟ الدول العربية الشقيقة تنتظر حلول الإجازة لدينا بفارغ الصبر، نظرا إلى أعداد السعوديين الكبيرة التي تقصد بعض العواصم العربية بهدف السياحة, وهذه ميزة وناحية إيجابية وتدل ولله الحمد أن ما قلناه من تصرفات البعض لا تمثل أخلاقيات هذه الأسر والأفراد وإنما فئة لا تمثل القاعدة.