الطائف. عبدالكريم الذيابي بعد أن قضى عقودا وهو يعاني ويكابد في الحياة لم يجد الستيني «م. غ» وسيلة لسداد ديونه التي قصمت ظهره، وتوفير مسكن لأفراد أسرته، سوى بعرض كليته للبيع رغم رفض أسرته لفكرته «المجنونة» كما وصفت، خاصة أن أحد السماسرة يحوم حوله محاولا استغلال ظروفه لإتمام عملية بيع الكلية لأحد الأشخاص، وهو ما قد يعرضه لخطر جسيم، فحالته الصحية وكبر سنه لا يساعدانه على تحمل مثل تلك الجراحات ولا تبعاتها. وأكد أحد أبناء الستيني أنهم حاولوا إثناء والدهم عن فكرته لكن من دون جدوى، مشيرا إلى أنه سيحاول منعه عن طريق قنوات رسمية حتى لا يقدم على مثل هذا التصرف، خصوصا أنه قد لا يستطيع الحياة بكلية واحدة نظرا إلى إجرائه عدة عمليات جراحية. وقال «م. غ» ل «شمس»: إنه قارب على ال 70 ولم يعد قادرا على العراك مع تقلبات الحياة. ومع إحساسه بالانهزام وقرب دنو أجله بدأ في محاولة لإيجاد ترتيبات ربما تساعد أسرته، المكونة من زوجته وسبعة من الأبناء، على الصمود: «لا أتصور أن أطرد أنا وأسرتي إلى الشارع بسبب عدم الإيفاء بسداد إيجار المنزل، أو أن أشاهد أبنائي يقتاتون من فضلات المحسنين وهم أمانة في عنقي». قرار صعب ووصف «م. غ» قراره بالصعب، لكنه، كما يقول، ضاق ذرعا وفارق النوم عينيه طوال ثلاثة أعوام بعد أن استحكمت حلقات الديون حوله وحاصرته من كل جانب في وقت لم يعد قادرا على البذل والعطاء وهو في هذه السن المتقدمة: «وجدت نفسي في بحر متلاطم من الأفكار والأسئلة الحائرة في كيفية انتشال أسرتي من شراك الديون». وحكى «م. غ» بعض ملامح حياته: « منذ أن كان عمري عشرة أعوام وأنا أكافح لأجل لقمة عيشي حتى تزوّجت على نفقة أبناء عمومتي وسكنت بخيمة واحدة شمال محافظة عفيف قبل 40 عاما، ثم التحقت بالقوات البرية وشاركت مع الجيش السعودي في الأردن آنذاك، ولم أستطع بعد كل هذه السنين التغلب على تلك الظروف رغم محاولاتي الحثيثة حتى تقاعدت قبل 15 عاما». وذكر أن أكثر ما يؤلمه ما تتعرض له أسرته من شقاء بسببه، فقد أرهقتها كثرة التنقلات من بيت لآخر، وحرمتهم من كل متع الحياة وبهجتها: «فوجئت بورود اسمي ضمن الممنوحين قروضا عقارية لآخر دفعة بعد انتظار طال 20 عاما». فحص طبي «م. غ» وبعد أن اختمرت في ذهنه فكرة بيع كليته التي أنكرها الكثيرون حوله، ذهب إلى أحد المستشفيات للكشف عن كليتيه، والتعرف على حالتهما الصحية، ووجدهما تعملان بكفاءة، إلا أن الكلية اليسرى كانت أصغر حجما فقرر أن تكون هي المعروضة للبيع: «ما المانع من بيع واحدة وأنا أعلم أنني راحل من هذه الدنيا». أما سعد «الابن الأكبر للستيني» فقال ل «شمس»: إن والده يمر بظروف عصيبة، وفشل معها في إقناعه بالعدول عن الفكرة. وأكد أنه رغم ذلك سيبذل كل جهده عن طريق القنوات الرسمية لمنعه من السير قدما في هذا الطريق المحفوف بالمخاطر. مشيرا إلى أن والده أجرى عدة عمليات جراحية كان آخرها عملية ترقيع شرايين في قلبه بمستشفى القوات المسلحة بالهدى.