خفف شاطئ «ثول» على كثير من عائلات جدة «فاتورة المصايف» بعدما غير بعض السكان «عادة سنوية» بقضاء بعض أيام إجازة الصيف في مصايف الطائف وأبها، وربما السفر لبعض الدول القريبة بمجرد انتهاء اختبارات نهاية العام الدراسي، وجاء تغيير وجهة الاصطياف لشاطئ ثول بعد التطوير الكبير له الذي تم بتوجيه ودعم من خادم الحرمين الشريفين لقضاء العائلات إجازات قصيرة ممتعة، حيث يتميز الشاطئ بالعديد من مواقع الراحة والمناظر الطبيعية. وأعطى طرح أمانة جدة فرصا استثمارية أمام القطاع الخاص في ثول من بينها إنشاء فنادق ومنتجعات وقرى سياحية بريقا جديدا للشاطئ، وجعلته يمتلك مقومات الاستثمار فى المشاريع السياحية، حيث تم تنفيذ مشروع تطوير كورنيش ثول بطول 2.5 كيلومتر، والانتهاء من مشروع الطريق الدائري الذي يربط ثول بالخط السريع مع طريق المدينةالمنورة. وعلق محمد الحجدلي، من أهالي ثول على التطوير الدوري للشاطئ بأنه ينعم وأسرته بمصيف متميز وكورنيش على مستوى راق أحدث نقلة نوعية في حياة أهالي المدينة، مشيرا إلى أن وجود جامعة «كاوست» عزز المنطقة وجعلها تتمتع بجميع الخدمات من رصف شوارع وإنارة كاملة بجانب كافة خدمات البنية الأساسية، كما أسهم في تسيير مهمة عمل الصيادين، وأنعش سوق الأسماك، وهو ما أوجد فرص عمل جديدة للشباب. أما وليد الجحدلي «صياد سمك»، فيشير إلى أن مشروع كورنيش ثول بثوبه الجديد يعد نقطة تحول في حياة الصيادين في هذه المدينة الساحلية الذين لا يعدون صيد الأسماك مهنة ولكن هواية أيضا، وقال: «تحولنا بين عشية وضحاها إلى صيادين في كورنيش رائع، ومن الطبيعي أن يرفع مصادر الدخل لنا لوجود كثير من المصطافين الذين يفضلون تناول الوجبات البحرية»، مشيرا إلى أن الأمانة راعت العديد من الجوانب في الشاطئ البكر بإنشاء مرسى متطور للصيادين وكورنيش مرصوف ومضاء بطريقة علمية ومواقع خدمية ومسجد يمثل تحفة معمارية نادرة. وكانت شركة «أرامكو» السعودية قد بدأت أخيرا تنفيذ مشروع ضخم لتطوير مركز ثول، يشتمل على أعمال هندسية مدنية، كتزفيت الطرق، والارتقاء بالمستوى الاجتماعي والمعيشي لأهالي المركز عبر إنشاء مرافق عدة ومساجد، إضافة إلى مدارس حديثة للبنين والبنات، وكذلك إنشاء الكورنيش الجديد ومرسى الصيادين وسوق السمك المركزية وفق أحدث المواصفات العالمية، وتجهيز تلك المرافق، وتم الاحتفال بتدشين تلك المشاريع بالتزامن مع الاحتفال الكبير بافتتاح جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية. وقال أمين جدة المهندس عادل فقيه إن ثول بمنزلة البوابة الشمالية لجدة ذات الطابع التاريخي والسياحي، لما تتمتع به من آثار تاريخية قديمة ومقومات سياحية طبيعية جعلتها منطقة جذب استثماري، ومن هذا المنطلق جاء اهتمام أمانة جدة بتطوير منطقة ثول، وطرح عدة مشاريع للمستثمرين السياحيين بها منها قرية سياحية خمسة نجوم على مساحة 93 ألف متر مربع، وقرية سياحية أربعة نجوم على مساحة 71 ألف متر مربع، وقرية أخرى ثلاثة نجوم على مساحة ما يزيد على 35 ألف متر مربع، إلى جانب متحف أحياء مائية على مساحة 11 ألف متر مربع، ومارينا لليخوت على مساحة 35 ألف متر مربع، وشاطئ 155 ألف متر مربع بجانب مراكز تجارية ومطاعم مساحة 69.3 ألف متر مربع، وطرق وأماكن انتظار 153 ألف متر مربع وغيرها من المشاريع الخدمية لرواد الشاطئ .