يكشف اليوم عن أسماء أربعة منتخبات تصعد بصورة رسمية إلى الدور ثمن النهائي من منافسات كأس العالم، عندما تلعب لقاءات المجموعتين الأولى والثانية، وتعد الأرجنتين إلى جانب الأورجواي والمكسيك وكوريا الجنوبية الأقرب لتلك المرحلة، بينما تبدو مسألة خروج منتخب البلد المستضيف من البطولة، مسألة وقت، رغم المشكلات العديدة التي بإمكانه استغلالها في صفوف نظيره الفرنسي. جنوب إفريقيا × فرنسا لا يرغب منتخب جنوب إفريقيا أن يكون أول مستضيف للبطولة يخرج منذ الدور الأول على مدار 80 عاما مضت، وذلك عند لقائه اليوم نظيره الفرنسي الذي يعيش أوقاتا عصيبة بسبب فقدان اللاعبين ثقتهم في المدرب، والانشقاقات التي بدت واضحة بين اللاعبين، وامتناعهم عن التدريب، أمس الأول، تعبيرا عن امتعاضهم من القرار الذي اتخذه اتحاد اللعبة بطرد زميلهم بلال أنيلكا على خلفية شتمه للمدرب بين حصتي المباراة الأخيرة أمام المكسيك. ويحتاج المنتخبان في لقاء اليوم إلى الفوز مع انتظار نتيجة اللقاء الآخر في المجموعة ذاتها، الذي يجمع المكسيك والأورجواي، حيث لن يكون الفوز وحده كافيا لهما لبلوغ الدور ثمن النهائي، في حال انتهت المواجهة الثانية بالتعادل التي تكفل للمكسيك والأورجواي الصعود معا. وأبقى المدرب باريرا على الأمور مبهمة فيما يخص التشكيلة، مؤكدا أنه لن يعلن عنها إلا قبل بدء المباراة بقليل، لرغبته في أن يظهر كل اللاعبين حماسهم في التدريبات من أجل إقناعه باقتحام التشكيلة الأساسية التي يتوقع أن تكون هجومية، نظرا إلى فارق الأهداف السلبي وحاجته إلى التسجيل لكي لا يخرج بفارق الأهداف عند تساويه مع أحد المنتخبات في النقاط. وعلى الجهة الأخرى لم يستعد المنتخب الفرنسي للمباراة على أنها مصيرية، بل فضل اللاعبون التمرد على المدرب، ورفضوا التدرب أمس الأول، بينما جاءت الحصة أمس وكأنها تأدية واجب، حيث افتقد اللاعبون الجدية خلالها. وسيعود تيري هنري للتشكيل الأساسي للمرة الأولى في المونديال، نظرا إلى طرد المهاجم الأساسي بلال أنيلكا، وقد يسهم ذلك الأمر في إعادة الروح المفقودة لدى اللاعبين، خصوصا أن اللاعب المحترف في صفوف برشلونة يحظى باحترام كبير من زملائه. الأورجواي × المكسيك وفي اللقاء الآخر يدخل المنتخبان المكسيكي والأورجوياني مباراتهما بثقة أكبر، بعد أن جمعا أربع نقاط من لقاءيهما السابقين، وفي حال اقتنعا بالخروج بنقطة من اللقاء سيتأهلان معا، حيث ستستمر الأورجواي في الصدارة ومن خلفها المكسيك. ورغم ذلك أكد مدربا المنتخبين أنهما يستبعدان حدوث مثل ذلك الأمر، لأنهما يدعمان كرة القدم الشريفة، البعيدة عن خطط التواطؤ، وسيخوضان المباراة بجدية ورغبة في الظفر بالنقاط الثلاث مستبعدين أن يكون قد جاء بينهما أي اتفاق على إنهاء اللقاء بنتيجة التعادل. ويعتمد منتخب أورجواي كثيرا على قوته الهجومية بقيادة دييجو فورلان ولويس سواريز المحترفين في صفوف أتلتيكو مدريد الإسباني وأجاكس الهولندي على التوالي، ولعبا دورا بارزا في سحق مستضيف البطولة بثلاثة أهداف نظيفة، حيث سجل فورلان هدفين بينما صنع سواريز الهدف الثالث. وبالنسبة إلى المكسيك، تعد ثقة اللاعبين العالية في أنفسهم السبب الأبرز في ظهورهم بطريقة مميزة في المونديال، وهو ما أكده إيمي جاكيه مدرب منتخب فرنسا سابقا، الذي قال: إنهم «يقتلون في صمت» نظرا إلى قدرتهم على الحفاظ على الكرة لأكبر وقت ممكن قبل أن يضربوا دفاعات الخصم فجأة ومن دون سابق إنذار. الأرجنتين × اليونان يدخل المنتخب الأرجنتيني مباراته، اليوم، أمام اليونان لحساب المجموعة الثانية بعد أن حقق فوزين متتاليين على نيجيريا وكوريا الجنوبية، وهو بحاجة إلى نقطة واحدة من اللقاء ليضمن بصفة رسمية صدارة المجموعة والتأهل، وحتى عند خسارته فإنه بنسبة كبيرة سيكون ضمن المتأهلين لفارق الأهداف الكبير الذي يصب في صالحه. وينتظر أن يجري المدرب دييجو مارادونا تغييرات عدة في التشكيل الأساسي، بإعطاء لاعبين مثل دييجو ميليتو وسيرجيو أجويرو، فرصة المشاركة منذ البداية على حساب جونزالو هيجواين وكارلس تيفيز. وسيحاول المنتخب اليوناني، دخول اللقاء بجدية أكثر من التي أظهرها في المواجهتين السابقتين، ويعتقد المدرب أوتو ريهاجل أن لاعبيه باستطاعتهم استغلال بعض نقاط الضعف التي اكتشفها في منافسه، خصوصا على مستوى الدفاع بعد أن سخر من مارتن ديميكيلس وأخطائه القاتلة. وجدد الاتحاد اليوناني للعبة ثقته في ريهاجل رغم فشله في الوصول بالفريق إلى مونديال 2006 بألمانيا، كما خرج من الدور الأول لكأس الأمم الأوروبية الماضية «يورو 2008» التي خاضها للدفاع عن لقبه الأوروبي الذي أحرزه في يورو 2004. وقد يجدد الاتحاد الثقة في ريهاجل مجددا، إذا فجر المفاجأة وقاد الفريق لدور ال 16 في المونديال الحالي. كوريا الجنوبية × نيجيريا يضع المنتخب الكوري الجنوبي نصب عينيه تكرار إنجاز مونديال 2002 عندما استطاع مفاجأة الجميع ببلوغه الدور نصف النهائي، عند لقائه مع نظيره النيجيري، الذي لم يقدم المستوى المأمول منه في اللقاءين السابقين، وارتكب لاعبوه أخطاء عديدة كلفتهم الكثير. ولا يعد المنتخب النيجيري المشارك في النهائيات مؤهلا لإكمال المسيرة المميزة التي كان يحققها الجيل الذي سبقه، وهو أمر يعيه لاعبو كوريا الجنوبية ويسعون لاستغلاله، خصوصا في ظل المستوى المتطور الذي يقدمونه، بغض النظر عن الخسارة القاسية التي تكبدوها من الأرجنتين بأربعة أهداف لهدف. وتعتمد كوريا كثيرا على قائدها بارك جي سونج المحترف في صفوف مانشستر يونايتد، بالإضافة إلى السرعة العالية التي يتسمون بها، وقدرتهم على التعامل مع الهجمات المرتدة بصورة جيدة، مثلما فعلوا مع اليونان، حيث يعتمدون على جذب المنافس إلى مناطقهم قبل أن يقوموا بعملية الارتداد السريع عند امتلاك الكرة .