عندما بلغت زعيمة المعارضة في ميانمار «بورما سابقا» أونج سان سوتشي ال65 من عمرها، كانت تعيش في عزلة تحت الإقامة الجبرية في منزلها طوال 14 عاما من الأعوام ال20 الأخيرة دون محاكمة. غير أن محبيها تضامنوا معها بقلوبهم وأعربوا لها عن أطيب تمنياتهم. ويطل منزل سوتشي، الحائزة جائزة نوبل للسلام، على بحيرة في ضواحي يانجون. وفي مطلع كل عام جديد يقوم بعض الناشطين من حزب الرابطة القومية من أجل الديمقراطية الذي تتزعمه بإلقاء أنواع مختلفة من الأسماك داخلها وينادون بالإفراج عنها. تعتبر أمريكا من أكثر الدول التي وقفت مع سوتشي وظلت تبذل المساعي لإطلاق سراحها. وقبل أيام، جدد الرئيس باراك أوباما دعوته لحكام ميانمار بالإفراج عن الزعيمة المعتقلة وكل السجناء السياسيين فورا والسماح لهم ببناء دولة أكثر استقرارا وازدهارا تحترم حقوق كل مواطنيها. وأضاف: «أشجع كل الأطراف على الاشتراك في حوار حقيقي نحو المصالحة الوطنية». وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيليب كراولي أن «كفاح سوتشي الدائم من أجل الحق الأساسي لجميع مواطني ميانمار في الحياة بحرية لا يزال يلهم الناس في جميع أنحاء العالم». ودعا ستة فائزين آخرين بجائزة نوبل للسلام إلى إجراء دولي ضد النظام العسكري الحاكم هناك:«ندعو مجلس الأمن الدولي إلى اتخاذ إجراء، وتحديدا تشكيل لجنة للتحقيق في جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب محتملة في بورما». إلا أن أطرف ما حدث من المساعي الأمريكية هو ما قام به زائر يدعى جون ييتو الذي أوضح أنه رأى في حلم أن سوتشي تتعرض للاغتيال، فذهب إلى منزلها لتحذيرها. وأكد أنه تعود رؤية أحلام لا تلبث أن تتحقق، ولذلك سبح إلى منزلها مرتين، وفي المرة الثانية اعتقل. ويرى ييتو أن تسليط الضوء على سوتشي بسبب ما فعل سيمنحها شيئا من الحماية، ولكنه يشعر بالأسف لتمديد إقامتها الجبرية بسبب ما قام به، ما يعني ابتعادها عمليا من الساحة السياسية خلال الانتخابات المقررة هذا العام. وكان حزب سوتشي فاز مرتين في الانتخابات العامة التي جرت في 1988 و1990، إلا أن السلطات تجاهلت هذه النتائج ولم يسمح له قط بتولي الحكم. وأكد الحزب المعارض أنه لن يشارك في الانتخابات المقبلة التي تشهدها البلاد للمرة الأولى منذ عقدين. وأخيرا، يبدو أن الطعن الذي قدمه محامو سوتشي لدى المحكمة العليا البورمية ضد الإقامة الجبرية التي تخضع لها والضغط الدولي قد أوشك أن يؤتي ثماره؛ حيث أفادت تقارير بأن الحكام العسكريين ينوون الإفراج عنها في نوفمبر المقبل .