في شرق الرياض يوجد ما يمكن اعتباره «نموذجا» لأسوأ مشروع! تعثر، تأخير، هدر مال ووقت، إضاعة وتعطيل مصالح.. وضع كل ما يخطر على بالك من المساوئ! منذ خمس سنوات والعمل «جار على قدم وساق» لإعادة تأهيل طريق الإمام سعود بن عبدالعزيز- أو مخرج 9 كما اشتهر، وكما اعتدنا في كل شوارعنا: اسم رسمي وآخر شعبي- أو مأزق 9 كما يسميه سكان ستة أحياء يخدمها! بداية المشروع كما كان معلنا «إعادة تأهيل الطريق»، استبدال الطبقة الأسفلتية، والأرصفة، وإنارة الشارع! لكن يبدو أن للمشروع أهدافا غير معلنة، وإلا لانتهى منذ سنتين على الأقل! مستخدمو الطريق يفاجؤون كل يوم ب«ابتكارات» و«إبداعات» المقاول، فما إن يرفع الحواجز الأسمنتية من إحدى وصلات الطريق التي خضعت لعملياته التجميلية ويستبشر العابرون وأصحاب المحال بقرب تدشينها، حتى يعود لوضعها مرة أخرى! مرة يكشط الطبقة التي أنجزها للتو، وأخرى يحفر أنفاقا صغيرة طولا وعرضا، وثالثة يزيل الرصيف لتكبيره، ورابعة لتصغيره، وخامسة يشتغل بشيء لا نعرفه، حتى هو نفسه يبدو لنا أنه لا يعرف ماذا يريد! على هذا الطريق كثير من أصحاب المحال يشكون سوء الحال، فقد حيل بينهم وبين زبائنهم بعد أن ضرب عليهم المقاول طوقا من أسمنت، أو أحاطهم بحفر تحولت إلى بحيرات آسنة تجمع مياه الصرف والأمطار و«مرادم» صغيرة للنفايات، حتى اضطر البعض منهم إلى إغلاق محلاته، والبعض غير نشاطه، وآخر علقها، إلى أجل غير مسمى. يبدو أن لا أحد يعرف متى ينتهي هذا المشروع/ الكابوس، حتى منفذه «المقاول» وصاحبه «الأمانة»، وإلا لتلطفوا علينا بلوحة تعريفية تحمل كل المعلومات كما هو معمول به في كل المشاريع! فلماذا لا يلزم المقاول بتسليم أصحاب المحلات التجارية التي لها تماس مباشر مع المشروع الذي ينفذه، خطابا يتضمن كل معلومات المشروع ومدة تنفيذه، ويكون الخطاب قبل بدء المشروع بوقت كاف يسمح لأصحاب المحلات بنقل أو تعليق نشاطهم لحين انتهاء المشروع، والذي يبقى منهم يكون له الحق نظاما في طلب تعويض مالي من المقاول مقابل كل يوم يتأخر فيه الإنجاز عن الموعد المحدد؟!