يضع المنتخب البرازيلي الأول لكرة القدم نصب عينيه قطع تذكرة التأهل إلى الدور ثمن النهائي في كأس العالم عند لقائه أمام ساحل العاج في قمة مرتقبة بالجولة الثانية من المنافسات لحساب المجموعة السابعة، وفي لقاء آخر لن تكون مهمة المنتخب الإيطالي صعبة في تجاوز نظيره النيوزلندي إلا أنه يخشى ظاهرة المفاجآت الحاضرة بقوة في المونديال، ويسبق اللقاءين مباراة تجمع الأورجواي مع سلوفاكيا. البرازيل × ساحل العاج لن يكون بإمكان رفاق ريكاردو كاكا حصد نقاط ثلاث أخرى إذا واصل المنتخب البرازيلي مستواه المتواضع الذي ظهر فيه باللقاء الأول ضد كوريا الشمالية وكسبه بصعوبة بهدفين مقابل هدف واحد، نظرا إلى صعوبة المنافس هذه المرة. وفي ظل فرض المدرب البرازيلي كارلس دونجا قرارات صارمة على لاعبيه وتقييد تحركاتهم، لعدم الوقوع في ذات الخطأ الذي جاء في مونديال 2006 مع نظيره كارلس ألبيرتو باريرا الذي كان متراخيا معهم وسبب ذلك الأمر فوضى عارمة في المعسكر كانت سببا رئيسا في الخروج منذ الدور ربع النهائي، ينتظر من أبناء «السامبا» عرضا أقوى بكثير من الذي قدموه في الجولة الأولى. وغيّر دونجا من طريقة لعب البرازيل بصورة كاملة، فأصبح المنتخب الذي يعد «منبع المتعة واللعب الجميل» متحفظا ويبالغ كثيرا في إغلاق مناطقه، إلا أن ذلك الأمر ساعد دونجا في الفوز بلقبي كأس أمريكا الجنوبية «كوبا أمريكا» وكأس القارات، إضافة إلى ضمان التأهل للمونديال قبل جولتين من نهاية التصفيات، ويرى أنه بتلك الاستراتيجية قادر على تحقيق اللقب بعد أن رفعه عاليا في 1994 عندما كان قائدا للمنتخب. ويعتمد المنتخب البرازيلي في الناحية الهجومية على روبينيهو واختراقاته من الأطراف نظير سرعته العالية وامتلاكه مخزونا وافرا من المهارات الفردية، مع إسهامات كاكا في وسط الميدان وانطلاقاته مع العمق مع إمداده لبقية زملائه بالكرات، بينما يضع دونجا المهاجم لويس فابيانو مسؤولا عن ترجمة مجهودات زملائه بتوظيفه كمهاجم صندوق، إضافة إلى المردود الهجومي العالي من دوجلاس مايكون الظهير الأيمن. وعلى صعيد الدفاع يوكل دونجا مهام مراقبة المهاجم الأخطر للخصم إلى لوسيو الذي قدم مردودا طيبا مع فريقه إنتر ميلان الموسم الماضي، إضافة إلى الاعتماد على لاعبين في المحور مهامهم الرئيسة مساندة خط الدفاع. وعلى الجهة الأخرى، سيكون المهاجم ديديه دروجبا في أتم جاهزيته لقيادة ساحل العاج في مباراة اليوم، بعد أن لعب أقل من نصف ساعة في المباراة الأولى ضد البرتغال التي انتهت بالتعادل السلبي دون أهداف. ويتميز منتخب ساحل العاج بالقدرات البدنية الهائلة لدى لاعبيه، وإمكانية مشاركة بعض اللاعبين في أكثر من مركز، ما يزيد من الخيارات المتاحة لدى المدرب زفين جوران إريكسون الذي ترأس الجهاز الفني قبل شهر واحد من انطلاق البطولة. ويعد المنتخب العاجي سيئ الحظ كونه غالبا ما يوضع في أصعب المجموعات الثماني، كونه لعب إلى جانب هولندا والأرجنتين وصربيا في مونديال 2006، والآن تحتم عليه مواجهة البرتغال قبل أن يلعب مع البرازيل ومن ثم كوريا الشمالية. إيطاليا × نيوزيلندا لا يرغب المنتخب الإيطالي أن يكون ضحية جديدة للمفاجآت العديدة التي سجلت في كأس العالم الحالي، من خسارة غير متوقعة للمرشحة إسبانيا على يد سويسرا وتكرار ذات الأمر مع ألمانيا بهزيمتها من صربيا أمس الأول، وذلك عند لقائه مع نيوزلندا اليوم. وتعاني إيطاليا في الفترة الأخيرة من انحدار في مستوى الدوري المحلي، وهو ما كان سببا في تدني أداء المنتخب، وعدم ظهور أسماء مميزة للمنتخب مثل التي ظهرت في مونديال 2006، حيث لا يزال المدرب مارتشيلو ليبي يراهن على ذات الأسماء التي لعبت البطولة قبل أربعة أعوام وجلبت له اللقب، باستثناء أسماء بسيطة. ويعد خط الهجوم أكثر ما يقلق الإيطاليين، رغم أن ليبي استبعد جوسيبي روسي ولم يستدع أنطونيو كاسانو وهما من المهاجمين البارزين في الساحة الأوروبية، ويعوّل على هداف «الكالتشيو» أنطونيو دي ناتالي إلى جانب باتزيني وألبرتو جيلاردينيو وكلاهما لم يقدم الأداء المقنع سواء في التصفيات المؤهلة أو في اللقاءات الودية، إضافة إلى مباراة الجولة الأولى ضد باراجواي. وسيغيب حارس إيطاليا جيانليجي بوفون عن المواجهة وسيحل بدلا عنه ماركيتي حسب ما ذكره ليبي، بينما لا يزال أمر مشاركة أندريا بيرلو محل شك بعد أن غاب عن الحصة التدريبية الأخيرة بسبب شعوره ببعض الآلام على مستوى الساق. ولا يملك المنتخب النيوزلندي أيا من المقومات التي تجعله قادرا على تحقيق المفاجأة، بيد أن تعادله في الوقت القاتل أمام سلوفاكيا في اللقاء الأول جعل ثقة اللاعبين تزداد في أنفسهم وهو ما سيزيد من صعوبة المهمة بالنسبة إلى إيطاليا، التي وضعت في المجموعة الأسهل إلى جانب باراجواي وسلوفاكيا، وتلك العوامل ستساعدها في تخطي دور المجموعات رغم الأداء المتذبذب إلا أن أمر استمراره غير مضمون مع بدء الدور ثمن النهائي