أين يذهب شبابنا لقضاء وقت فراغهم؟ سؤال ليتنا نفكر لبرهة من الزمن في الخيارات المتاحة ومحاولة معرفة ما إذا كانت مثالية وكافية. فالبعض من شبابنا يتوجه للمقاهي وآخرون لممارسة كرة القدم، البعض الآخر يشترك في أندية رياضية لممارسة ألعاب مختلفة، وهناك فئة يذهبون للأسواق والمراكز التجارية، ولا ننسى أولئك الذين يستخدمون سياراتهم في جولات من الذهاب والإياب على الشوارع وما يرافقها من التفحيط والتسابق على الطرقات المزدحمة وهناك ثلة تتجمع في البر.. أليست هذه بعض الخيارات لشبابنا لقضاء أوقات فراغهم خارج منازلهم خاصة في الإجازة الأسبوعية؟ فهل هي خيارات صحيحة؟ في ظني أن معظم هذه المجالات التي يقضي الشباب بعضا من أوقاتهم فيها غير سليمة ولن تكون مفيدة لتطوير ثقافتهم وتنمية معرفتهم.. وواضح أننا نفتقر للبرامج غير المنهجية «دراسية»، برامج تقوم بها مؤسسات المجتمع. إن قضاء الوقت في التسكع في الأسواق أو تمتير الطرقات لساعات طويلة أو الذهاب لمقاهي الشيشة أو في رحلات برية قد تكون سببا في الانحراف والفساد.. هي أمور ماثلة أمامنا ونشاهد شبابنا يمارسونها لعدم وجود خيارات أخرى.. وكلي أمل أن تقوم الجهات الحكومية المعنية بشؤون الشباب مثل وزارة التربية والتعليم والرئاسة العامة لرعاية الشباب ووزارة الثقافة وغيرها، بعمل دراسات في هذا المجال، لفهم شبابنا بشكل أفضل وإيجاد البدائل الملائمة والمناسبة لقضاء أوقاتهم، دون أن ننسى الدور المهم الذي يمكن أن يلعبه القطاع الخاص في هذا السياق بإنشاء مشاريع استثمارية موجهة للشباب كمراكز اجتماعية وثقافية ورياضية تقدم خدمات متنوعة للشباب بأسعار مناسبة ومعقولة. يجب الاهتمام بشبابنا ورعايتهم ليخرج لنا جيل مثقف ذو معرفة واسعة وأخلاق عالية، فلن يكون الحل سطحيا كوضع لافتات تكتب عليها: مكان مخصص للعوائل أو ممنوع دخول العزاب، إننا مجتمع يشكل الشباب والفتيات السواد الأعظم منه. كيف يتم تهميشه وإهماله بهذا الفقر في البرامج المفيدة والصحية؟