كشفت دراسة حديثة استعرضت واقع مراكز الإنتاج النسائي التابعة لبعض الجمعيات الخيرية أن العائد الاقتصادي لها يعادل 32 %، كون بعض المراكز لا تزال تعتمد على نظام الأجر بالقطعة، موضحة أن المنتجات الحرفية تتميز بجودة عالية بنسبة 75 %. وأعدت مؤسسة الوليد بن طلال الخيرية بالتعاون مع مكتب «تي إل سي للاستشارات الإدارية والتطويرية بجدة» الدراسة والتحليل والتقييم، ضمن معايير العمل المعتمدة لتقييم المشاريع الصغيرة في الأممالمتحدة «UNIDO» حيث يعتمد الواقع الاستثماري في المشاريع الصغيرة على طلب وعرض السوق، مع تسليط الضوء على بعض المبادرات الإنتاجية الجديدة في قطاع الإنتاج الحرفي في القطاعات العامة أو الخاصة. واستضافت مؤسسة الوليد بن طلال الخيرية أخيرا في الرياض جلسة لعرض ومناقشة نتائج الدراسة بحضور الجمعيات الخيرية المستهدفة ومؤسسات المجتمع المدني، وعدد من الشخصيات ذات العلاقة من وزارة التجارة والهيئة العليا للسياحة والآثار والغرف التجارية وصندوق تنمية الموارد البشرية بالتعاون مع مكتب «تي إل سي» وترأست الجلسة المدير التنفيذي المساعد في القسم النسائي للمؤسسة نورة المالكي. وألقت الأمين العام للمؤسسة منى أبوسليمان كلمة الافتتاح، وعرضت رشا حفظي المدير التنفيذي ل «تي إل سي» نتائج تقييم إدارة الإنتاج بالمراكز، عينة الدراسة، فأوضحت أنها تخضع لإدارة الجمعية بما يمثل 63 %، ما يضعف عامل الاستدامة والاستقلالية لديها، ويقدر العائد الاقتصادي من تلك المراكز ما يعادل 32 % حيث لا تزال بعض المراكز تعتمد على نظام الأجر بالقطعة، إلا أن المنتجات الحرفية تتميز بجودة عالية بنسبة 75 %، تسهم بجودتها في توافر الخامات الأولية بنسبة 77 %، ولكن قد يؤثر فيها عدم وضوح خطوط الإنتاج والدورة الإنتاجية، التي تمثل 55 % على مستوى مراكز الجمعيات الخيرية. وأضافت حفظي: تفقد أغلب المراكز إدارة تسويقية، إلا أن معظم المراكز تسعى إلى فتح قنوات تسويقية جديدة بنسبة 52 % من خلال العلاقات الشخصية والسلوك التسويقي الذي يتميز بفعالية بنسبة 61 %، كما أوضحت الدراسة ضرورة تفعيل الخطط التسويقية التي حصلت على نسبة 45 % فقط من ناتج العملية التسويقية. كما أبانت أن أشد المعوقات التي تواجه السوق الحرفي على المستوى الوطني عدم وجود توثيق وتدوين لأصول الحرف اليدوية، كالغزل والسدو، فهي على وشك الاندثار، وعدم وضوح مفاهيم التسويق من الناحية الاستثمارية، وقلة منافذ التسويق، ما يضعف العملية التسويقية. وعرضت الدراسة واقع الجمعيات الخيرية باعتبارها الجهات الحاضنة للمراكز الإنتاجية وسوق الإنتاج الحرفي في المملكة، وأوضحت من خلال المعلومات المتوافرة، أن واقع مراكز الإنتاج يرتبط بعدد من العوامل المشتركة والمؤثرة في سوق العمل، تحدد نسبة العرض والطلب على المنتجات الحرفية. وعلى الرغم من وجود بعض الاختلافات في آليات العمل، وفرص التمويل والإبداع، وسعة الإنتاج من مركز لآخر، إلا أن النتائج العامة تشير إلى وجود مؤشرات واضحة ومحددة تؤثر بشكل إيجابي وسلبي في مخرجات تلك المراكز. من جانب آخر، أفادت بندقجي أن هذه الدراسة تعد الأولى من نوعها، وقد أثرت في سوق الإنتاج الحرفي بمخرجاتها، ويتوقع الاستفادة منها في صنع قرارات مبنية على أسس علمية وموضوعية لتطوير مراكز الإنتاج الحرفي بالجمعيات الخيرية النسائية، مشيرة إلى أنه تم وضع عدد من مؤشرات ومعايير التقييم تخضع لثلاثة محاور رئيسية: إدارة الإنتاج، وتمثل الكفاءات التي تدير المراكز، والجهات الداعمة والراعية لها، وهي الجهة الكفيلة بوضع خطط الإنتاج وتحديد الحقائب التدريبية ورفع التقارير السوقية والإنتاجية. وحددت الدراسة عددا من المعايير الخاصة بالإدارة الإنتاجية. أما المحور الثاني الذي اختلفت حوله التعاريف والمصطلحات، فهو آليات التشغيل. ويعد التسويق المحور التقييمي الثالث أحد أهم عوامل تقييم المنتجات والمراكز الإنتاجية والصناعات بشكل عام، كما يعد قياس العرض والطلب أحد أول مؤشرات قياس قابلية المنتج للتسويق. وتوصلت الدراسة إلى أن معظم مراكز الإنتاج تحتاج إلى جهات استشارية إدارية داعمة تعمل على تحويل مسار عمل تلك المراكز من الرعوية إلى الاستثمارية، وإعادة هيكلة المراكز على أسس الواقع الاستثماري المنظم، ورسم السياسات والخطط الاستراتيجية والتنفيذية لتك المراكز حتى تصبح مراكز إنتاجية بإدارات مستقلة وبموازنة محددة وبخطط تهدف إلى الربح .