تضع جامعة الملك عبدالعزيز على طاولة البحث العلمي الأربعاء المقبل قضية انتشار مرض «الربو» بين طالبات المدارس السعودية على خلفية إحصائيات مزعجة حول إصابة ما يقرب من 20 % من السعوديين بالمرض، وستكون مناقشة القضية من خلال رسالة علمية لنيل درجة الماجستير مقدمة من الباحثة نوال أحمد يوسف مشرعي، وموضوعها «العوامل المناخية المؤثرة في حالات الإصابة بمرض الربو لدى طالبات المرحلة الثانوية في مدينة جدة»، حيث تتم المناقشة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية «قسم الجغرافيا». وتتقاطع الأطروحة العلمية لباحثة جامعة الملك عبدالعزيز مع نتائج دراسة حديثة أجريت على أطفال المدارس السعودية، وتوصلت إلى أن معدل انتشار الربو يختلف من منطقة إلى أخرى بسبب اختلاف العوامل الجوية، إذ تزداد النسبة في المدن شديدة البرودة والمناطق الجافة كالطائف مثلا، التي سجلت أعلى نسبة لها بمقدار 23 %، فيما تنخفض هذه النسبة في المدن الرطبة الساحلية كالدمام وجدة مسجلة 4 %، وهى نسب عالية جدا مقارنة بالنسبة العالمية للمرض، التي تتراوح بين 5 و10 %. ويرجع استشاري طب الأسرة في مستشفى الملك عبدالعزيز خالد عبيد انتشار الربو بين الطالبات على وجه الخصوص والسعوديين بشكل عام إلى عوامل مهيجة للمرض تختلف من شخص لآخر تتسبب في حدوث نوبات الربو منها على سبيل المثال لا الحصر «غبار المنزل»، وهي عبارة عن كائنات حية صغيرة جدا لا ترى بالعين المجردة وتكون موجودة بكثرة في الأثاث والمفروشات المنزلية كالكنب، والستائر، ومراتب الأسرة، والوسائد، والبطانيات، والسجاد، والموكيت، وبعض الألعاب المحتوية على فرو أو صوف. بجانب التدخين كأحد المهيجات المهمة لنوبة الربو سواء كان المريض مدخنا أو موجودا في مكان فيه مدخنون، وكذلك البخور والعطور والمبيدات الحشرية ومعطرات الجو والمواد المنظفة والدهانات، أو حبوب اللقاح التي تكثر في الأماكن الزراعية والبساتين خلال مواسم التلقيح، وتتطاير في الهواء فيستنشقها الإنسان مسببة نوبة الربو، وينصح بالبعد عن مسببات الربو كتربية الحيوانات الأليفة داخل المنزل مثل القطط، والكلاب. ولا يرى رئيس جمعية طب الأطفال السعودية عبدالعزيز التويم انتشار الربو بين السعوديين كظاهرة معزولة عالميا باعتباره أحد أكثر الأمراض انتشارا في العالم خاصة في كثير من الدول المتقدمة، حيث تشير الدراسات إلى أن عدد المصابين بالربو يقارب نحو 300 مليون شخص في العالم، ويتوقع أن يزداد في عام 2025 إلى 400 مليون مصاب، وقال إن أهم ظاهرة في الربو أنه مرض متقلب من وقت لآخر، فقد ينام المريض بحالة ممتازة ويستيقظ ولديه كل الأعراض أو العكس، مشيرا إلى أن الربو التهابات مزمنة في الأغشية المبطنة للشعب الهوائية بالرئتين، ويؤدي إلى انقباض هذه الشعب وضيقها، وحجز كميات كبيرة من الهواء داخل الصدر، لكن هذا الضيق قابل للاتساع عند استخدام العلاج المناسب