يخشى المنتخب الفرنسي الأول لكرة القدم من تكرار سيناريو مونديال 2002 مجددا، بالخروج من الدور الأول، عندما يلتقي اليوم نظيره المكسيكي في الجولة الثانية لحساب المجموعة الأولى، بعد أن تعادل في أول لقاءاته ضد الأورجواي. وفي لقاء آخر بالمجموعة الثانية يرغب رفاق ليونيل ميسي في حجز بطاقة التأهل مبكرا عند لقائهم مع كوريا الجنوبية، في الوقت الذي يلعب فيه المنتخبان النيجيري واليوناني بهدف تعويض الخسارتين اللتين تلقياها في الجولة الأولى. فرنسا × المكسيك يتعين على المنتخب الفرنسي وضع حد لمستوياته الهزيلة في الفترة الأخيرة، إذا أراد الحفاظ على ما تبقى من سمعته، عند لقائه مع المكسيك في الجولة الثانية من منافسات البطولة، ولو أن كل المعطيات تشير إلى أن فرنسا لن تقدم أداء مختلفا عن الذي ظهرت به في اللقاء الأول مع الأورجواي. وشاب استعدادات المنتخب الفرنسي للقاء المكسيك بعض المشكلات، سواء بين اللاعبين أو على مستوى الإصابات، حيث ظهر إيريك إبيدال وانتقد الطريقة التي يلعب بها زميله فلورانت مالودا، مؤكدا أنه يتعمد الخشونة وكأنه يريد أن يصيب بقية اللاعبين لحجز مكان أساسي على حسابهم. ولا يزال مدرب المنتخب الفرنسي ريمون دومنيك الذي قال عنه زيدان: إنه لا يعرف أي شيء في مجاله، متخبطا، نظرا إلى عدم استقراره على التشكيل المناسب أو النهج الذي يكفل للاعبيه الظهور بمستوياتهم التي عرفوا بها مع أنديتهم. ومن المتوقع أن يجري دومنيك بعض التغييرات على مستوى التشكيلة الأساسية، بوضع سيدنك جوفو على دكة البدلاء، والزج بورقة فلورانت مالودا أو تيري هنري، بجانب بلال أنيلكا، لزيادة الفاعلية الهجومية التي كانت غائبة تماما في جميع اللقاءات الودية استعدادا للبطولة، بالإضافة إلى المباراة الأولى ضد الأورجواي. ولا تزال ثقة الجماهير الفرنسية باقية في نجميها: فرانك ريبري، رغم عدم قدرته على تغيير واقع المنتخب، ويوهان جوركوف الذي اعتبرته خليفة زيدان في المنتخب، ولو أن الأخير استطاع مع المدرب ذاته وبتشكيلة مشابهة للموجودة الآن، الوصول إلى المباراة النهائية في مونديال 2006. وعلى الجهة الأخرى، لن يرضى مدرب المنتخب المكسيكي أجيري بنقطة من فرنسا، لعلمه بمستوى منافسه المتواضع في الأعوام الأخيرة، وتحديدا منذ نهائيات كأس الأمم الأوروبية 2008، وسيدخل المباراة بطريقة تكفل له تحقيق الفوز. ويتميز لاعبو المنتخب المكسيكي بالثقة العالية في مستواهم، وعدم تأثرهم بالأجواء المحيطة بهم، مثلما حدث في اللقاء الافتتاحي ضد جنوب إفريقيا، حيث استطاعو العودة للمباراة بعد تخلفهم بهدف والخروج بنقطة التعادل، رغم دعم عاملي الأرض والجمهور لمنافسهم. ويعتمد المنتخب المكسيكي كثيرا على خدمات قلب دفاعه رافائيل ماركيز، المحترف في صفوف برشلونة، لما يمتلكه من خبرة واسعة في الملاعب، بالإضافة إلى دي سانتوس لاعب الوسط صاحب المهارات الفردية العالية التي تمكنه غالبا من اختراق دفاعات الخصم. الأرجنتين × كوريا الجنوبية يضع مدرب المنتخب الأرجنتيني دييجو مارادونا نصب عينيه التأهل إلى الدور ثمن النهائي منذ الجولة الثانية، وذلك بالفوز في لقاء اليوم على كوريا الجنوبية، لإسكات بعض منتقديه الذين شككوا في قدرته على النجاح في مهمته. وفشل منتخب «التانجو» في كسب ثقة جماهيره بسبب المستوى المتواضع الذي ظهر به أمام نيجيريا وفوزه الصعب بهدف من دون مقابل، وتقديم ليونيل ميسي النجم الأبرز مستوى متوسطا يختلف كثيرا عن الذي يقدمه مع برشلونة. واعتاد المنتخب الأرجنتيني اللعب بأكبر عدد ممكن من المهاجمين، نظرا إلى معرفته بأن غالبية خصومه سيعتمدون على إغلاق المساحات واللعب على الهجمة المرتدة، حيث بدأ في اللقاء الأول جونزالو هيجواين إلى جوار ليونيل ميسي وكارلس تيفيز، ولكن النجاعة الهجومية ظلت غائبة، وجاء الهدف من المدافع جابرييل هاينزة. ويفتقد المنتخب الأرجنتيني الجماعية في الأداء، حيث تطغى الاجتهادات الفردية على طريقة لعبهم، وزاد ذلك الأمر منذ ترأس مارادونا الجهاز الفني، وهو ما يعطي تفسيرا عن السبب الذي يجعل تيفيز وميسي وبقية اللاعبين يظهرون بطريقة مختلفة تماما عن التي يتم مشاهدتهم فيها مع فرقهم. ولن يكون منتخب كوريا الجنوبية صيدا سهلا، خصوصا بعد الأداء الباهر الذي ظهر به في اللقاء الأول ضد اليونان، وفوزه بهدفين من دون مقابل، وتكمن نقطة قوة الكوريين في السرعة الكبيرة التي يمتلكونها، بالإضافة إلى الجماعية التي تعد نقطة سلبية لدى خصمهم، ومن الممكن أن يستغلوا ذلك الأمر في صالحهم. وزادت ثقة المنتخب الآسيوي في نفسه كثيرا منذ الفوز على اليونان وجني ثمار جهده واستعداده للبطولة بخوضه 14 مباراة ودية مبكرا .