تتجه بعض الأسر نحو التضييق على ممارسة أبنائهم للرياضات المختلفة، خصوصا غير المرتبطة بالمدرسة، خوفا من أن تؤثر عليهم تلك الرياضات فيما يخص التحصيل العلمي. ولكن على النقيض من ذلك، يؤكد تربويون أن الرياضة «كلها خير»، سواء مورست عبر المدرسة أو عبر الأندية الرياضية، الحكومية أو الخاصة، أو حتى داخل المنازل. مشيرين إلى أن الرياضة تسهم في تعزيز استعداد الطلبة للتحصيل العلمي وتمكّنهم من تجديد طاقتهم لأجل مزيد من المعرفة. ويقول محمد أحمد إسماعيل المشرف على منتخب محافظة جدة: إن النظرة المريبة للرياضة لم تعد على حالها، بل تغيرت مع اتساع الوعي، والكثيرون من أولياء الأمور باتوا يدركون أهمية انضمام أبنائهم إلى الأنشطة الرياضية، والأسباب تعود بحسب إسماعيل إلى أن «الأندية أصبحت توفر بيئة تدريبية تربوية آمنة، وتهتم بالحالة التعليمية للطالب والتواصل الجيد والمستمر بين ولي الأمر والنادي، واشتراط بعض الأنظمة الخاصة بالأنشطة الرياضية بالحالة التعليمية للطالب، ووجود الكفاءات التربوية في الأندية، خاصة في المراحل السنية». ويشير سعود الصالح الغالب أمين نادي الغوطة في موقق بحائل، إلى أن الحرص الذي يتشدد به مسؤولو الأندية على المشتركين قد منح أهاليهم وأولياء الأمور الثقة في تسجيل أبنائهم في النوادي لاستغلال أوقاتهم بعد انقضاء المدرسة. مؤكدا: «الطالب يجد في النادي فرصة يمارس فيها هواياته ويقضي من خلالها وقته، كما أنه ومن خلال النادي يستطيع أن يحافظ على مستقبله التعليمي والدراسي، لأن ذلك نقطة أساسية في أجندة الأندية». فيما يرى صبري حمزة راجح المشرف التربوي في المدينةالمنورة أن العلاقة بين الأندية و المدارس «أكثر من جيدة» مشيرا إلى أنه قد تكون هناك فجوة بين الأندية وبعض أولياء الأمور، والسبب في ذلك يعود إلى أن معظم العاملين في الأندية من المتطوعين غير التربويين، إضافة إلى أن عدد الأندية قليل ولا تستوعب الأعداد الكبيرة من الطلاب الذين يحضرون للنادي لممارسة أنشطتهم وهواياتهم «إذا أردنا توثيق هذه العلاقة وزيادتها، فيتعين أن يكون 80 % على الأقل من العاملين في الأندية من التربويين ليسهموا في جذب الطلاب إلى النادي».