دشن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أول سيارة سعودية تحمل اسم «غزال 1»، وذلك خلال استقباله في قصره بجدة، أمس، وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري يرافقه مدير جامعة الملك سعود الدكتور عبدالله العثمان ووكلاء الجامعة وفريق مشروع السيارة «غزال1». وفي بداية الاستقبال، أكد وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري أن ما يشهده قطاع التعليم العالي في السعودية من تطوير ونمو فاق كل توقع وما كان ذلك ليصبح واقعا إلا بفضل من الله ثم بفضل النظرة الثاقبة والرعاية المتواصلة لخادم الحرمين الشريفين، حيث أولى التعليم العالي جل اهتمامه وكريم رعايته. وأضاف: «في هذا اليوم يا خادم الحرمين يقدم أبناؤكم من جامعة الملك سعود لمقامكم الكريم ثمرة من ثمرات دعمكم التي عملوا عليها منذ أكثر من عامين، حيث اتجهت جامعة الملك سعود من خلال العديد من برامجها التطويرية ومبادراتها النوعية بإصرار وإخلاص لتحقيق ريادة عالمية شهد بها القاصي والداني، حيث حققت هذه الجامعة مراتب متقدمة في كل التصنيفات العالمية المرموقة، ومن أهمها دخول جامعة الملك سعود تصنيف شنغهاي المرموق، حيث تعد الجامعة العربية الوحيدة ضمن قائمة أفضل 500 جامعة في العالم وفي مجال الشراكة المجتمعية تقوم الجامعة بدور بارز في دعم مقومات التنمية في المملكة ولاء وعرفانا بدور الوطن الحبيب». وأضاف: « إن ما يقدمه أبناؤكم اليوم من هذه الجامعة العريقة يا خادم الحرمين هو دليل حقيقي على أنه متى ما توافرت الإمكانيات والفرص المناسبة للشباب السعودي فإنه بإذن الله سيجتهد ويبدع ويحقق الطموحات وبجدارة وحرفية عالية من خلال منهجيات التعليم والتعلم والتدريب الحديث وربط التعليم الجامعي بواقع ومستقبل سوق العمل ومتطلبات الخطط المستقبلية للتنمية في المملكة». وتابع يقول: « إن السيارة «غزال1» التي يقدمها أبناؤك من جامعة الملك سعود تثبت قدرة شباب الوطن على تخطي كل العوائق التي تحول دون فهمهم وتدريبهم وتعلمهم فلسفة هذه الصناعة وتقنياتها الخفية بفضل الله ثم بدعم وتشجيع حكومتنا الرشيدة، وإن الجامعة تسعى جاهدة إلى اتخاذ خطوات استباقية لتزويد سوق العمل بمهارات نادرة قادرة على حسن استخدام وممارسة التقنيات الحديثة للصناعات المتقدمة». وفي ختام كلمته كرر الشكر لخادم الحرمين الشريفين ولولي عهده وللنائب الثاني، كما شكر مدير جامعة الملك سعود وزملاءه على جهودهم الملموسة في سبيل تطوير الجامعة سائلا المولى عز وجل أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وأن يسدد على طريق الخير خطاه. ثم ألقى مدير جامعة الملك سعود الدكتور عبدالله العثمان كلمة أشار من خلالها إلى أن من أبرز ملامح القيادة في شخصية خادم الحرمين الشريفين الفريدة تركيزه على النهضة بقطاع العلم والمعرفة إيمانا منه بأن التطور لا ينطلق إلا على عجلة التعلم وأن البناء الفعلي إنما يبدأ في الإنسان نفسه. وأضاف: « إن متغيرات الأرقام ووجوه الدعم السخية لقطاع التعليم العالي في مدة حكمكم المضيئة تحملنا على أن نطلق على مقامكم السامي الكريم وصف رائد المعرفة والتنمية البشرية العالمية، حيث قفز عدد الجامعات في عهدكم الزاهر من ثماني جامعات إلى 33 جامعة تغطي 89 محافظة من محافظات المملكة وأسستم جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية التي ستكون منارة إشعاع معرفي لبلادنا كما بادرتم إلى تحسين أوضاع الهيئة التدريسية في الجامعات بالبدلات والمكافآت والحوافز ومنحتم وسام الملك عبدالعزيز بدرجتيه الممتازة والأولى للحاصلين منهم على براءات اختراع يضاف إلى ما سبق تأسيسكم برنامج الابتعاث الخارجي قبل خمسة أعوام وتوجيهكم أخيرا بتمديده خمسة أعوام أخرى». وقال: «لقد قلتم يا سيدي في جامعة الملك سعود إن في تاريخ هذه الجامعة العريقة، تعلمنا أن الأحلام إذا ما اقترنت بعزائم الرجال قادرة بعون الله على تحقيق المنجزات وامتدادا لذلك التميز تتشرف جامعة الملك سعود في هذا اللقاء التاريخي بالإعلان عن نضج ثمرة من ثمار دعمكم الكريم لها وهي إنتاج سيارة «غزال 1» المصنوعة بأيدي فريق علمي متخصص بكلية الهندسة بالجامعة، وهذا الإنجاز يمثل منعطفا مهما نحو تحول بلادنا إلى بلد منتج ومولد للمعرفة ينافس أبناؤه العالم المتقدم في القدرة على الصناعة والابتكار، كما يثبت أن لدينا عقولا وطنية منتجة قادرة على تحويل الأفكار إلى منتجات ذات قيمة اقتصادية متى ما توفرت لها البيئة المعرفية المجسدة لمفهوم الحاضنة العلمية، ولعل هذا الإنجاز يؤكد أن أبناء الوطن لا يقلون عن غيرهم ذكاء ونباهة وقدرة على الإبداع». وأضاف: «هذه اللحظة التاريخية يا خادم الحرمين الشريفين تذكرنا بوصول أول سيارة للمملكة في عهد المؤسس يرحمه الله واليوم في عهدكم الميمون تصنع في بلادنا أول سيارة بأيد وطنية، وقد كان لوزير التعليم العالي الدور المحوري في مشروع سيارة «غزال1» من الفكرة إلى الإنجاز وساهمت الوزارة في التمويل». إثر ذلك شاهد خادم الحرمين الشريفين صورا لمراحل صناعة السيارة واستمع إلى شرح من فريق العمل عن تلك المراحل. ثم تفضل بالضغط على الزر الإلكتروني إيذانا بتدشين السيارة السعودية «غزال 1». عقب ذلك شاهد الملك المفدى حفظه الله عرضا مرئيا لمراحل المشروع. بعد ذلك تسلم خادم الحرمين الشريفين من وزير التعليم العالي ومن مدير جامعة الملك سعود هدية جامعة الملك سعود بهذه المناسبة. ثم تفضل خادم الحرمين الشريفين بتقليد رجل الأعمال محمد بن حسين العمودي وشاح جامعة الملك سعود من الدرجة الممتازة وميدالية الجامعة الذهبية كما سلمه لوحة معهد الملك عبدالله لتقنية النانو تقديرا من الجامعة لمساهمته في دعم عدد من الجامعات ومؤسسات المجتمع الأخرى ومنها جامعة الملك سعود، حيث قام بتمويل إنشاء المقر الدائم لمعهد الملك عبدالله لتقنيات النانو وتمويل تأسيس كرسي الملك عبدالله للأمن الغذائي إلى جانب تمويل أكثر من خمسة كراسي بحثية وثلاثة أبراج وقفية في مشروع أوقاف الجامعة، إثر ذلك شاهد الصور واللوحات التفصيلية للمشروع واستمع إلى شرح عنها. ثم شاهد خادم الحرمين الشريفين السيارة «غزال1» واستمع إلى شرح عن أجزائها الخارجية والداخلية. وقد أعرب عن شكره وتقديره للقائمين على هذا المشروع وهنأهم على ما حققوه من إنجاز متمنيا لهم مزيدا من النجاح والإنجازات. عقب ذلك التقطت الصور التذكارية بهذه المناسبة. حضر الاستقبال والتدشين نائب رئيس الحرس الوطني للشؤون التنفيذية الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز ومستشار خادم الحرمين الشريفين الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز والأمير سعود بن عبدالله بن عبدالعزيز وعدد من المسؤولين .