لا يمكنك أن تأتي بإرادتك إلى أمسية ثقافية، فخياراتك ستكون شتى في الطريقة التي تستخدمها لتكون تعيسا!. لا تستطيع أن تتأخر ولو جئت بعد الموعد بكثير! ولا يمكنك مغالطة الضجر قبل أن يبادر باحتوائك، فهنا مكانك الأفضل لتضع جدولا زمنيا لاكتئاب منتظم! مع اعتبار أن حريتك في يدك: أن تكون أسيرا بين مطرقة أرواح طاردة، وسندان مكان عبقري الوحشة والتوحد. في حانة المثقفين، مدمني الشاي منفصم المذاق، ذوي النظرات المترهلة والمزاج الرث.. هناك في مجمع البؤس الأدبي، حيث لا تستطيع تخيل مكان أكثر كآبة، يصبح من الجميل اقتناص كم هائل من الخيبات المتصلة بفكرة قضاء فترة المساء.. هو ذاك الشعور الغامض بالتحول إلى قلم رصاص! إحساس متعجرف البلادة يبعثه فيك المزيفون الفارغون من لون الحياة.. من ينتهكون بكارة الكلام، ويمرحلون مسافة ما بين القول والفهم. هنا تقف الأرض على مسافة واحدة من كل أنواع الهزائم، وتفقد عبارة «دوام الحال من المحال» معناها الحقيقي. هيثم السيد