كشف وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية المساعد للضمان الاجتماعي الدكتور عبدالله السدحان، أن 46 % من مستفيدي ومستفيدات الضمان الاجتماعي في المملكة أعمارهم أقل من 60 عاما، لافتا إلى أن شركات التأمين الطبي ترفض التأمين عليهم. وأوضح خلال مشاركته في فعاليات اللقاء التشاوري لبرنامج التأمين الصحي لمستفيدي ومستفيدات الضمان الاجتماعي الذي اختتم فعالياته مساء أمس الأول، أن الذين يعيشون في المدن الكبرى كالرياض، وجدة، والمدينة المنورة، والمدن المتوسطة كجازان وخميس مشيط وغيرها يصلون إلى نسبة 53 %، و47 % من مستفيدي ومستفيدات الضمان يسكنون في القرى والهجر والبراري. من جهة أخرى، أكد مدير الخدمات الطبية بوزارة الشؤون الاجتماعية الدكتور طلعت الوزنة، أن الكثير من المواطنين يواجهون معاناة شديدة في الحصول على الخدمات الصحية الشاملة سواء الطارئة أو المزمنة في كثير من مناطق المملكة، والمتمثلة في الحصول على السرير لإجراء العمليات أو المواعيد في المستشفيات. وبين الوزنة أن المعاناة تزيد عند أصحاب الأمراض المزمنة الذين يشكلون نسبة كبيرة، خصوصا المستفيدين والمستفيدات من الضمان الاجتماعي. ونفى وجود إحصاء دقيق للذين يعانون من الأمراض المزمنة أو الشيخوخة التي تمثل عامل الخطورة الأكبر. وكشف الوزنة أن مجلس الضمان الصحي لم يلزم شركات التأمين بتنفيذ المقترح الذي قدمته الوزارة بإيجاد وثيقة بوليصة للمسنين وعدم ترك حرية الانتقائية لشركات التأمين، وأكد أن الشركات لا تقبل المسنين، وتؤمن على الشباب بعد التأكد من عدم إصابتهم بأمراض مزمنة أو وراثية. وأوضح الوزنة أن شركات التأمين تضع سقفا أعلى للتغطية، فإذا نفذت تنسحب، وتساءل: «من يدفع الفرق للمريض». وطالب بأن تضع الدولة صندوقا لدفع الفرق عندما يكون هناك تقاعس من الشركات على المؤمن عليهم. وأكد الوزنة عدم وجود ضابط لشركات التأمين في وضع هامشها الربحي، وبين أن ثلاث شركات كانت تعمل في السوق وخسرت وتم إغلاقها: «وعند انتهاء السنة المالية ضاعت حقوق المؤمن عليهم بسبب أن أصحاب تلك الشركات موجودون في السجون». وذكر أن المشكلة الكبرى تكمن في أن القطاع التأميني يستثني الحالات المزمنة من التأمين. وأشار الوزنة إلى أن كل شركة من شركات التأمين تضع نسبة إجبارية من المسنين ضمن قدرتها الاستيعابية، وتساءل: «أين تدخل الدولة في هذا الموضوع وأين الضمان». وذكر أن شركات التأمين ترفض الشباب الذين يولدون ولديهم أمراض مزمنة مثل السكر وتشوه في القلب. وأكد الوزنة أن بوليصة التأمين الصحي لا تغطي جميع الحاجات الصحية بنسة 100 %: «لدينا مسنون في الضمان الاجتماعي ويعانون من الأمراض المزمنة، ومن يتحمل ذلك، وجميع الشركات تتهرب، والمواطن من حقه أن يحصل على الخدمة الصحية الشاملة» .