خيم شبح الفشل الاثنين على مؤتمر المناخ المنعقد في كوبنهاغن حيث علقت الدول الافريقية لوقت قصير مشاركتها في اعماله وشددت الصين لهجتها تجاه الدول الصناعية، في حين وجه الامين العام للامم المتحدة بان كي مون نداء الى قادة العالم "لايجاد تسوية". ومن المفترض ان يقرر مندوبو 193 دولة -بينهم اكثر من 110 رؤساء دول ينتظر مشاركتهم في القمة الجمعة- افضل طريقة للحد من ارتفاع حرارة الكوكب بدرجتين مئويتين كحد اقصى فوق مستوياتها قبل الثورة الصناعية لتفادي الفوضى المناخية. وقللت كوني هيديغارد الرئيسة الدنماركية لمؤتمر الاممالمتحدة للمناخ من اهمية غضب البلدان الافريقية، وتوقعت حدوث "ازمات صغيرة" اخرى حتى يوم الجمعة "لان هناك الكثير من المصالح على المحك". وقالت لقناة تي في 2 نيوز الدنماركية "بدا الامر خطيرا، لكن ليس الى هذا الحد" الذي بدا عليه. وقال بان كي مون في مؤتمر صحافي في نيويورك "الوقت ضيق. لقد ولى وقت الاعتراض او توجيه الانتقادات. على كل بلد ان يتحمل مسؤوليته للتوصل الى اتفاق في كوبنهاغن". واضاف بان الذي يتوقع ان يغادر نيويورك اليوم للتوجه الى كوبنهاغن "ادعو قادة العالم الى تحمل مسؤولياتهم والقيام بما يجب (...) ادعو المفاوضين الى مضاعفة الجهود للتوصل الى تسوية". ومن سيدني ناشد رئيس الوزراء الاسترالي كيفن راد المنتظر مجيئه الى كوبنهاغن الخميس، الجميع التحلي بمزيد من المرونة. وقال لمحطة سكاي نيوز "للتوصل الى اتفاق قوي، يتوجب المزيد من التوافق من كل جهة. ولا يزال هناك خطر الفشل". وفي بروكسل عبر رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو من جهته عن قلقه. وتساءل "كيف سيبدو منظرنا الجمعة او السبت عندما يحضر اكثر من مئة رئيس دولة وحكومة من العالم اجمع ونقول للعالم انه لم يكن ممكنا الاتفاق"؟ واستطرد "اعتقد ان ذلك غير معقول". وابدت البلدان الافريقية غضبها عندما علقت مشاركتها لساعات عدة في مجموعات العمل احتجاجا على عدم اعطاء الاولوية لمستقبل بروتوكول كيوتو، الوثيقة الوحيدة التي تتضمن اهدافا ملزمة للدول المتطورة. واعتبر فيكتور ايوديجي فوديكي رئيس الوفد النيجيري "انتقلنا الى الانذار الاحمر"، مضيفا "وصلنا الى منعطف: اما ان نوجه رسالة امل لافريقيا، ام انها نهاية الامال في +هوبنهاغ+"، لقب العاصمة الدنماركية بالاشارة الى كلمة +هوب+ بالانكليزية، اي الامل. وقد طغت على الاجتماع الوزاري المصغر الذي دعي اليه الاحد، المشكلات المتكررة بين البلدان النامية والبلدان الصناعية وخصوصا الولاياتالمتحدة حول تقاسم المسؤوليات. وتعتبر الولاياتالمتحدة ان مشروع الاتفاق الاول الذي طرحه مسؤولو المفاوضات على الطاولة الجمعة يميز البلدان النامية وخصوصا الصين، لكن بدون ان تذهب الى حد رفضه. وتشدد بشكل خاص على تبني آليات دولية للتحقق من الالتزامات تطبق بدون تمييز على الاغنياء والاخرين. ورفضت الصين مسبقا تحمل اي مسؤولية في اي فشل محتمل. وقال نائب وزير الخارجية هي يافيي في مقابلة مع صحيفة فايننشال تايمز في كوبنهاغن "اعلم ان البعض سيقولون ان الصين هي المسؤولة ان لم يتم التوصل الى اتفاق. انها خدعة من الدول المتطورة. فلينظروا الى مواقفهم الذاتية بدون استخدام الصين كذريعة". لكن البلدان النامية تنتظر من الدول الصناعية الموقعة على اتفاق كيوتو تجديد التزاماتها اعتبارا من العام 2013. وشدد كمال جمعة المسؤول عن المفاوضات عن الجزائر "والا سنفقد كل شيء". وحذر وزير المناخ البريطاني اد ميليباند "ان مسائل عديدة يتوجب حلها في الايام المقبلة"، مضيفا "ان القادة هم في طريقهم (الى كوبنهاغن) عمليا. ودورهم مهم لكن ليس بامكان المفاوضين والوزراء ان يتركوا لهم كل شيء" للبت. وعلقت مفاوضة غربية رفيعة المستوى بقولها "في اذهاننا جميعا سيناريو لاهاي المريع (المؤتمر الذي انتهى بالفشل في العام الفين) حيث راهن رئيس المؤتمر على ان جميع المشكلات الصعبة يمكن ان يحلها السياسيون". واضاف "ذلك يولد شعورا بالتوتر والشك". ورفضت اليابان واستراليا من ناحيتهما مناقشة مرحلة ثانية للالتزامات طالما لم تتقدم المناقشات حول التزامات الولاياتالمتحدة والدول الناشئة الكبرى. وللخروج من المأزق، قد تسعى رئيسة المؤتمر الدنماركية كوني هيدغارد لعرض مشروع اتفاق جديد بحلول يوم الاربعاء بحسب مصدر دبلوماسي الماني. وفي وسط كوبنهاغن، تظاهر اكثر من الف شاب وسط مراقبة مشددة من الشرطة وهم يهتفون بشعارات مناهضة لاليات السوق في مكافحة ظاهرة الاحتباس مثل "مناخنا، وليس اعمالكم". وقد تم توقيف نحو خمسة عشر شخصا.