شهدت إيران خلال العقود الثلاثة الماضية التي تلت ثورة عام 1979 ظهور أعداد كبيرة من "دعاة ظهور المهدي المنتظر" بين الحين والآخر، إلا أن فترة حكم الرئيس الحالي اتسمت بكثرة ادعاءاته هو بخصوص ظهور المهدي المنتظر أو الاتصال به، وساهم بالتحديد إسفنديار رحيم مشائي، صهر الرئيس ومدير مكتبه، بقوة في نشر مثل هذه المزاعم مراراً، الأمر الذي أثار انتقادات حادة ضد الرئيس في الأوساط السياسية والدينية في إيران، وهذه المرة اتسعت رقعة هذه الانتقادات لتشمل القربين منه والمؤيدن لحكومته أيضاً. وبهذا الخصوص تحدّث موقع "جهان" القريب من المحافظين، عن توجيه انتقادات من قبل حبيب الله عسكر أولادي العضو البارز في "حزب المؤتلفة الإسلامي"، من أبرز أحزاب المحافظين، إلى رحيم مشائي بخصوص مزاعمه حول المهدي المنتظر، وذلك في اجتماع عسكر أولادي بالرئيس الإيراني. وفي هذا اللقاء أشار عسكر أولادي إلى المقربين من الرئيس الإيراني الذين يدعون ارتباطه بالمهدي المنتظر ويحدثون عن علائم قرب الظهور فقال: "إن بعض زملائكم وأصدقائكم يقولون إنه سيظهر المهدي المنتظر (عجل الله فرجه الشريف) من بعدك، ينبغي عليكم تحذيرهم بشدة لهذه الأقوال". وواصل عسكر أولادي الذي يترأس أكبر ائتلاف للمحافظين باسم "جبهة اتباع خط الإمام الخميني والقائد خامنئي"، واصل نقده لمدير مكتب أحمدي نجاد وصهره قائلاً: "إنه بأي صفة يتحدث في الفقه والشؤون الإسلامية. لماذا يطلق تصريحات مثيرة للجدل وتنشغل أنت بالرد على أسئلة الناس بهذا الشأن". يرى المراقبون أن انتقادات حبيب الله عسكر أولادي هي في واقع الأمر موجهة للرئيس الإيراني نفسه الذي كان تحدث أخيراً في خطاب له بمدينة أصفهان عن أسباب وجود القوات الأمريكية في العراق، وعزا ذلك إلى معرفتهم بظهور المهدي المنتظر في العراق، مدعياً وجود وثائق في حوزته تثبت ادعاءه، حيث اتهم واشنطن بالسعي للحيلولة دون ظهور المهدي، مشيراً إلى أن الشعب الإيراني سيمهد الأرضية للظهور وسيشكل جيش المهدي المنتظر. وهذه ليست المرة الاولى التي يواجه فيه الرئيس الإيراني والمقربين منه انتقاداً لتصريحاتهم حول الارتباط بالمهدي المنتظر، حيث سبق وأن تحدث الرئيس الإيراني في لقاء جمعه بالمرجع الديني المعروف آية الله جوادي آملي عن "هالة نور" كانت قد أحاطت به لدى إلقاء كلمة له أمام قادة العالم في الجمعية العامة للأمم المتحدة، ونشرت مواقع إيرانية فيديو يظهر الرئيس الإيراني يشرح لهذا المرجع الديني دعم المهدي المنتظر لدى خطابه في المنظمة الدولية. كما قال قريب الرئيس الإيراني اسفنديار رحيم مشائي في وقت سابق: "نظراً لعلائم الظهور من قبيل تكرار اسم (الامام المهدي) في الأوساط والمنابر الدولية، نحن نعتقد بأننا نعيش في عهد ظهور (المهدي المنتظر)". هذا وكان عمدة العاصمة الإيرانية الجنرال محمد باقر قاليباف الذي يُعد أحد أهم منافسي أحمدي نجاد في المعسكر المحافظ انتقد الرئيس الإيراني والمقربين منه بشدة قائلاً: "أنا لا أعتبر أحمدي نجاد ثورياً ولا تابعاً لولاية الفقيه ولا مديراً (ناجحاً) ولا صادقاً. السيد احمدي نجاد يحاول بشتى الطرق أن يخدع نفسه والآخرين". ورداً على انتقادات قاليباف الذي يُعد من كبار قادة الحرس الثوري الإيراني خلال الحرب العراقية الإيرانية، اعتبر آية الله مصباح يزدي الأب الروحي للرئيس الإيراني، أن الرئيس الإيراني خليفة الله ومندوبه على الارض حين قال: "عندما يتلقى رئيس الجمهورية الحكم الرئاسي من يد ولي الفقيه، تعد إطاعته بمثابة إطاعة الله". وعلّق الزعيم الإصلاحي مهدي كروبي بهذا الخصوص على تصريحات أحمدي نجاد حول ظهور المهدي في العراق وموقف الامريكان منه و مزاعم آية الله يزدي بأنه يمثل الله على الارض، فقال لو أدلى أي من الإصلاحيين بكلام أقل من هذا بكثير لوجدنا العناصر الموالية لبعض التيارات تنزل الى الشوارع وهي ترتدي الأكفان.