تنامي ظاهرة الحملات السعودية بشكل سريع خلال هذه الفترة الحساسة التي تمر بها جدة وترقب لجهود لجنة التقصي، ظهرت حملات هدفها الدعوة لتكريم من يعتبرون أبطالا لأسباب مختلفة، ومنها الحملة الأخيرة التي أسست على "الفيسبوك" لتكريم الباكستاني "فرمان علي خان" الذي أنقذ 14 شخصاً في سيول جدة قبل أن يقضي بعد أن جرفه السيل. الحملة صدرت حائطها ب " هو رجل أكرمه الله بالشهادة, فمات غريقاً ولم يكن غرقاً عادياً, بل كان في سبيل إنقاذ أرواح طاهرة فاجأتها السيول". إلى القول "لذا فإننا نطالب بتكريم الشهيد فرمان علي، وندعو أن يكون التكريم من قبل الجهات ذات العلاقة في المملكة العربية السعودية." وتقترح الحملة عدة وسائل للتكريم مثل "تسمية أحد شوارع جدة باسمه، ووسام الملك عبد العزيز ، وتكريم أهله مادياً بعد أن فقدوا مصدر رزقهم ". وفي بعض المواد المنشورة على المواقع تذكر أن إمام المسجد في الحي الذي يقطنه قال: إن القتيل الذي عرف في الحي منذ سنوات بالشهامة والطيبة كان في يوم يقوم بأعمال الإنقاذ بعد أن قام بتجميع عدد من الحبال أوصلها ببعضها البعض وربطها في أنابيب صرف صحي قبل أن يلفها حول جسده للدخول إلى المياه وإخراج المحتجزين ومن جرفتهم السيول". فيما أوردت أخبار حكاها بعض من أنقذهم من فم السيل الجارف حيث يؤكد آخر من رآه " كنت أشاهده وقد ربط حبلاً في جسده، وأحد الأنابيب، يدخل ويخرج حاملاً في كل مرة شخصاً على ظهره. وآخرها عندما أنقذ نحو أربعة أشخاص، ومن ثم وقع أمامي داخل المياه وغمرته السيول الجارفة، حتى سحبناه بمساعدة 10 أشخاص بصعوبة باستخدام الحبل". الحملة أيضا أكدت وبحسب متابعين أن الحدث قد ألغى فروق الجنس والعرق وغيرها والنظرة القاصرة من قبل فئة قليلة نحو مقيمين تجلت شجاعتهم في المواقف الحرجة حيث تجد تعاطفا كبيراً من قبل أعضاء الجملة والزوار نحو الباكستاني فرمان. مواطنون بلا فساد ولم يعد غريباً أن تتصدر الحملات التي يطلقها سعوديون واجهة وسائل الإعلام المختلفة، فقد باتت هذه الحملات هي الوسيلة الأكثر سرعة في تحقيق أهدافها، في ظل انتشارها الواسع والعميق من خلال وسائل الكترونية شهيرة وذات شعبية كبيرة. ولعل من أبرزها مؤخرا حملة "مواطنون بلا فساد" على "الفيسبوك" والتي تهدف إلى التفاعل مع الوظيفة الرقابية للمجتمع، وذلك في ظلّ تقصير الهيئات الرقابية الرسمية وتحقيق التواصل بين اللجنة وبين فعاليات المجتمع المدني، ومتابعة صرف التعويضات التي أمر بها الملك للمتضررين في كارثة أمطار جدة. وبلغ عدد المنضوين تحت لواء الصفحة نحو ألفي عضو . كما تشير الحملة إلى ناحية جديدة وهي تبنيها لنشر صفحة شرف تحدث تباعا وتتضمن لائحة من أسماء الكتاب والمسؤولين الشرفاء بحسب تعبير القائمين على الحملة: "ستجدون في الأيام المقبلة لائحة شرف تتجدد بين حين وآخر، فهذا واجب أدبي وأخلاقي لكل هؤلاء المخلصين فهم أجدر بالتصدير والريادة". ويقول يشير الزهراني (27 عاماً)، وهو موظف في القطاع الخاص ويتابع دراسته الجامعية في مجال الإدارة بالانتساب : "بدأنا مجموعة شبابية لا تتجاوز أعمارهم 34، هدفنا الرئيس هو التسهيل والتركيز والتشجيع على المساهمة في العمل التطوعي وما يخدم مدينة جدة، بتقديم العون والمساعدة للمتضررين .لم نكن ننام باستثناء ساعات متفرقة . لدينا عدد كبير من المتطوعين من دول ومدن وجنسيات ومهن مختلفة". وإذا كان السعوديون قد تحركوا عبر التقنية المتاحة عبر الانترنت وبالذات من موقعي "يوتيوب" و"فيسبوك" حيث يعدان من أفضل الخيارات المتاحة لدرجة أنه في الوقت الذي كان فيه وزير الإعلام السعودي يوجه اللوم لوكالة الأنباء السعودية حول صياغة خبر عن كارثة جدة ويوجهها لتفاعل أقوى حضورا، كان شباب جدة والمتفاعلون مع كارثتها قد أغرقوا موقع "يوتيوب" بأكثر من 350 مقطعا مؤثراً عن الكارثة يتعلق بكافة الجوانب الإنسانية ورصد ما حدث فيما كان وقتها بدء الحملات التي يفوق عدد المنتمين لبعضها الآن الآلاف في غضون أيام .