زاد الخلاف بين اصحاب الوايتات ومتعهد المياه بالباحة في ازمة المياه الطين بلة حيث لجأ اصحاب الوايتات إثر زيادة تسعيرة الحمولة من قبل المتعهد لمياه الآبار وبيعها بأسعار فلكية حيث نشأت سوق سوداء في ظل ندرة هذه الوايتات حتى بلغ سعر حمولة الواحد منها أكثر من 500 ريال. وفيما ناشد عدد من الاهالي وزارة المياه والكهرباء تنفيذ وعدها بتغذية المنطقة ب40 ألف متر مكعب من مياه الشعيبة او العمل حسب وعد تلقوه سابقا من الوزارة نفسها على انشاء مشروع تحلية خاص بمنطقة الباحة من رأس محيسن الموقع. لفت آخرون الى ان الاعتماد على الآبار والسدود لم يعد حلا عمليا كونها تعتمد بالدرجة الاولى على مياه الامطار التي تعاني المنطقة من شحها منذ عدة سنوات وخصوصا خلال العام الحالي. ويقول كل من صالح سعيد وعبدالله خلف ومحمد علي وضيف الله الغامدي وهم من اهالي المنطقة بات الحصول على وايت حلما.. فبالامس القريب كان الامر يتطلب عشر ساعات ومن ثلاثة ايام ليصل الانتظار الى ثلاثة عشر يوما. اما اليوم فقد اصبح الانتظار يمتد لأكثر من شهر او البحث عن مخرج آخر في السوق السوداء مشيرين الى ان الفوضى وسوء التنظيم وغياب الرقابة اصبحت سمة ملازمة للمناهل لا سيما ان مشرفي المناهل يقومون فقط بتسجيل اسم المستفيد أما متى يأتي دوره ويحصل على الصهريج فلا علاقة لهم بذلك نظرا لقلة الوايتات في حين تضم قائمة التسجيل في بعض الاشياب ما لا يقل عن 500 شخص يوميا. وما يثير الدهشة -يضيف هؤلاء- ان ترى مجموعة من الوايتات تدخل للمشروع وتخرج بحمولتها الى جهة غير معلومة دون تدخل من المراقب ما يعني ان هناك تلاعبا اضافة الى تقديم شخص وتأخير آخر خلافا لأسبقية الاسماء في السجل. ويشير عدد من الاهالي الى انهم سجلوا اسماءهم منذ اكثر من اسبوع ولم يتمكنوا من الحصول على وايت ولا يعلمون متى يصلهم الدور. ويتساءل الاهالي عن وعود متعهد المياه في الباحة بتأمين العدد الكافي من الوايتات بعد ان فشل في السيطرة على الوضع وتسبب في هذه الازمة برفعه قيمة حمولة الوايتات مما دفع اصحابها للجوء للآبار والتي دخلت مياهها السوق السوداء. مطالبين ادارة المياه بفتح الشبكة الارضية الموصلة للمنازل لتخفيف الضغط على الاشياب التي تسببت هي الاخرى في تلك الازمة. وحول اشكالية اصحاب الوايتات أكد مدير عام المياه بمنطقة الباحة المهندس محمد بن منصور آل عضيد بأن اصحاب الوايتات يحاولون استغلال الازمة بأعذار غير منطقية بل يعملون لحسابهم الخاص بجلب المياه من الآبار وبيعها بأسعار تفوق كثيرا الرسمي.وقال متوعدا من لا يتعاون معنا خلال هذه الفترة فلن نقبل به في الايام العادية. ولفت آل عضيد الى ان المياه ستضخ للمنطقة خلال تشغيل المرحلة الاولى من محطة الشعيبة العام القادم فيما ستكون المرحلة الثانية هي الاهم والتي ستضخ مباشرة للباحة بسعة 40 ألف متر مكعب يوميا بعد اعتماد ترسيتها لأحد المقاولين من قبل المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة، مشيرا الى ان المرحلة الثالثة وبتوجيه سمو امير المنطقة سيخصص لها مشروع تحلية في منطقة تهامة بحيث يخدم السراة وتهامة معا، مشيرا الى انه سبق وان عرض الموضوع على المؤسسة لدراسته. نقلاً عن صحيفة "عكاظ"