شنّ الطيران السعودي ليل السبت-الأحد هجوما مباغتا على مجموعة من الحوثيين حاولوا التسلّل إلى داخل المملكة، وفق ما ذكرته مصادر سعودية. واعتبر مراقبون أنّ "الخطأ" الذي ارتكبه الحوثيون باعتدائهم على الأراضي السعودية يرقى إلى مرتبة "الحماقة الاستراتيجية"، لكون ذلك استدرج إلى الحرب عليهم قوة عسكرية ومالية لا يستهان بقدراتها، في ظل تفهّم عربي ودولي عامّ لحقّ السعودية في الدفاع عن أراضيها، فضلا عن مشروعية تضامن الرياض مع اليمن في محاربة تمرّد ينذر بإشعال بؤرة توتّر تهدد الاستقرار في المنطقة. وذكرت ذات المصادر أن طائرات اف 15 السعودية قامت بإطلاق نيرانها على عدد كبير من الحوثيين الذين حاولوا دخول الأراضي السعودية خاصة وأن الشريط الحدودي أصبح خاليا من السكان. وأضافت أن المدفعية الأرضية والطيران قاما بمباغتة الحوثيين ومنع دخولهم إلى أراضي المملكة. وأنزلت القوات السعودية خسائر كبيرة بالأرواح والعتاد في صفوف المتسللين الذين وصف هجومهم بأنه كبير وشاركت في صدّه القوات البرية ومشاة البحرية وطائرات الأباتشي. وشهدت جبهة المواجهات وصول تعزيزات عسكرية سعودية إضافية وذلك لتعزيز القدرة القتالية للقوات المرابطة على الشريط الحدودي. كما أسفرت المواجهة عن مقتل ثلاثة جنود سعوديين وإصابة آخرين في هجوم للمتسللين الحوثيين. وذكرت المصادر أن القوات السعودية أجبرت الحوثيين على الفرار إلى الجبال. وقامت السلطات السعودية خلال الفترة الماضية بإخلاء المناطق الواقعة على الحدود السعودية اليمنية والتي تبلغ حوالي 1500 كيلومتر، واشترطت الرياض عودة الحوثيين إلى داخل الأراضي اليمنية بعمق حوالي 10 كليومترات كي توقف إطلاق النار وإبعادهم عن الحدود بين البلدين. في الأثناء أفادت مصادر في صعدة اليمينة بأن حصارا بحريا فرضته البحرية السعودية على سواحل البحر الأحمر شمال اليمن أدى إلى شل قدرة الحوثيين على التزود بالأسلحة. وتحدثت مصادر صحفية عن وجود مخططات لدى المتمردين للتزود بالأسلحة من الخارج عبر طريق البحر الأحمر، إضافة إلى حرص العناصر المتمردة على الحصول على منفذ بحري لها خلال المعارك التي تدور رحاها مع الجيش اليمني. وأكدت المصادر أن متسللين حوثيين كانوا قد حاولوا مع بداية الحرب الاستيلاء على ميناء "ميدي" البحري شمال الساحل اليمني المطل على البحر الأحمر، كاشفة أن محور القتال في منطقة الملاحيظ القريبة من الشريط الحدودي السعودي اليمني تضمن محاولات التوسع جنوبا والاستيلاء على مناطق مؤدية إلى ميناء ميدي، حيث بدأ القتال في بداية الحرب في مناطق شمالية متجها إلى الجنوب على طول الشريط الحدودي وهو الأمر الذي أكدته قيادات رسمية في الجانب اليمني في وقت سابق من هذه الحرب، بأن الوصول إلى ميدي هو استراتيجية حوثية واضحة في الجولة الجديدة من الحرب التي يشنونها باليمن. ونقلت مصادر صحفية عن مسؤولين في البحرية السعودية أن قوات رابطت منذ بداية المواجهات مع المتسللين في جازان جنوب غربي السعودية على طول ساحل البحر الأحمر في المياه الإقليمية، وذلك لرصد حركات المتسللين وقطع الإمدادات عنهم وتأمين المنطقة.