مشيقح بن حمود بن عبد العزيز المشيقح لقد كان الشيخ العالم العلامة عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين -رحمه الله- مثالاً للعالم الباذل لعلمه وفقهه وورعه، نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحداً، فلقد قضى -رحمه الله- جل وقته في طلب العلم وتعليمه ونشره حتى نفع الله به الأمة. وقد كان الشيخ مع ذلك كله يتسم بالزهد والورع وحب الخير، وكان متواضعاً -رحمه الله- في جل حياته. وبهذه المناسبة أتذكر أنني كنت في يوم من الأيام رئيساً لمركز في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالشقة بحي الشقة شمال بريدة وبالتحديد في يوم الخميس الموافق 25-8-1426ه، وقد كنت جالساً بالمكتب وإذا بالشيخ الجليل عبد الله بن جبرين -رحمه الله- يدخل علينا زائراً في هذا المركز الصغير النائي عن البلد ويرافقه فضيلة الشيخ سليمان الربعي مساعد رئيس محاكم القصيم وشخص ثالث من طلابه، فقمت وأجلست الشيخ في مكاني بالمكتب وحضر بعض زملائي الموجودين آنذاك بالمركز ما يقارب خمسة أشخاص. ثم تكلم الشيخ بكلمات تسطر بماء الذهب يحث إخوانه العاملين ببذل الجهد والاجتهاد بالقيام بالأمر المعروف والنهي عن المنكر على أكمل وجه وعدم التكاسل أو التخاذل في ذلك، وقد أوصى الشيخ في كلمته بالتصدي في محاربة السحر والسحرة ونحو ذلك ثم دعا للحاضرين، وقد طلبنا منه -رحمه الله- تسجيل كلمته في سجل الزيارات، فقبل الشيخ وطلب من أحد مرافقيه تسجيل تلك الكلمات بإملاء الشيخ وتوقيعه حيث قال (بسم الله الرحمن والرحيم الحمد لله وحده والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.. وبعد.. ففي صباح الخميس الخامس والعشرين من شهر شعبان من عام 1426ه قمنا بزيارة لمركز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في حي الشقة من مدينة بريدة، وقد سرنا ما رأيناه من الجهد المبذول من المشايخ المشرفين والعاملين في هذا المركز، نفع الله بجهودهم في متابعة المنكرات والشرور والقضاء عليها، فلهم بعد الله الفضل في كف الشرور وإبطال كيد السحرة والمشعوذين، ومحاربة المخدرات والفواحش والمنكرات، حتى تم -بحمد الله- تخفيف هذه الشرور في هذا الحي وما جاوره مما يتبع عمل الإخوة، ولا شك أنهم بحاجة إلى أن يقف معهم إخوتهم من حملة العلم والدعاة إلى الله، وأن ينصرهم الجميع كل بحسبه لما في عملهم من الخيرية والفضل والأهمية. نسأل الله أن يبارك في جهودهم وأوقاتهم وأن يحفظهم من كيد الكائدين وأن ييسر لهم من يناصرهم وينافح عنهم، وأن يجعل ما يبذلونه في موازين حسناتهم). وفق الله الجميع لما يحب ويرضى، والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه. قال ذلك مملياً له الفقير لعفو ربه عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين عضو الإفتاء المتقاعد. انتهى. فنسأل الله أن يغفر لشيخنا وأن يجعل ذلك في ميزان حسناته وأن يوفق خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والنائب الثاني وزير الداخلية لكل خير لما يولونه من رعاية واهتمام للعلم والعلماء. (الجزيرة 5 شعبان 1430ه الموافق 27 / 7 / 2009م)