جعل الله في بيته الحرام مواضع اختصها بخصائص معينة، فالكعبة المشرفة التي هي مهوى الافئدة وقبلة الله في الارض فيها مواضع لها فضل عظيم منها (الملتزم). وقيل في اللغة أن (الملتزم) من لزم الشيء يلزم لزومًا ثبت ودام ويتعدى بالهمزة فيقال ألزمته أي أثبته وأدمته ولزمه المال وجب عليه ولزمه الطلاق وجب حكمه وهو قطع الزوجية وألزمته المال والعمل وغيره فالتزمه ولازمت الغريم ملازمة ولزمته ألزمه أيضًا تعلقت به ولزمت به كذلك. والتزمته اعتنقته فهو ملتزم ومنه يقال لما بين باب الكعبة والحجر الأسود الملتزم لأن الناس يعتنقونه أي يضمونه إلى صدورهم. وقال الدكتور سعد بن علي الشهراني استاذ مشارك بجامعة ام القرى أن لموضع الملتزم مكانة عظيمة وشأن كبير حيث انه الموضع الذي بين الحجر الاسود وباب الكعبة المشرفة ويسمّى موضع اجابة الدعاء وقضاء الحوائج، وهو يختص بأن من وقف فيه ولجأ إلى الله عز وجل بقلب صادق أجاب دعائه، وثبت عن ابن عباس رضي الله عنه انه كان يلصق وجهه وصدره في هذا الموضع مؤكدا في الوقت ذاته أن هذا الموضع لا يرتبط الوقوف فيه بصحة نسك العمرة أو نسك الحج.