ركز المؤتمر الثامن لوزراء الاوقاف والشؤون الاسلامية للعالم الاسلامي على اهمية دور المسجد والعودة له مع اتهام صريح لبعض القنوات الفضائية التي أبعدت شباب المسلمين عن الطريق الصحيح مما نتج عنها التربص بالاسلام والمسلمين . فقد أشار سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ مفتي عام المملكة الى أن الأمة الإسلامية تقف اليوم على مفترق طرق فإما ان ترضى بالإسلام عقيدة ومنهاجاً وتتمسك به تمسكا صحيحاً لتؤدي رسالتها كما اراد الله سبحانه وتعالى وإما أن تستسلم للأعداء ومكائدهم، مضيفاً سماحته ان عالمنا اليوم يفقد الأمن بمعناه الشامل إذ أن الأمن من أعظم مطالب الحياة وهو ضرورة لكل مجتمع. وقال سماحته في نهاية كلمته هناك وصايا أسوقها لكم لعلها تكون سببا في علاج هذا الفكر السيئ أولا مركز عام للبحوث الإسلامية لاستقصاء كل فكر سيئ وعلاجه ولا أصدق من ذلك كرسي الأمير نايف بن عبدالعزيز للأمن الفكري الذي يعالج هذه القضايا علاجا حكيما، ثانياً : يجب على وسائل الإعلام أن تلعب دورا إعلاميا كبيرا لخدمة قضايا هذه الأمة. وأضاف سماحته ان العالم اليوم يموج بالمشاكل ويغوص بالمعضلات ويتعرض للمحن والفتن ويواجه الأزمات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والفكرية والعقائدية وعالمنا الاسلامي جزء من ذلك العالم من أحزان واحداث . وأكد أن العالم الاسلامي يشكو من تحالف الأعداء وهجومهم على الإسلام ومن جرأة بعض المنافقين على قضايا الامة وعبادتها وثوابتها كما يشكو من ضعف فكري عند بعض أبناء المسلمين مما يستدعي من بعض العقلاء والمفكرين والمسئولين ان يوحدوا صفهم ليضعوا الخطط المناسبة لانقاذ الأمة. من جانبه أكد وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد رئيس المجلس التنفيذي لمؤتمر وزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ أن الأمن الفكري هو موضوع الساعة لأن ما من دولة إلا وقد وجدت فيها تيارات وخاصة تيارات الغلو والتكفير والتفجير وهذه التيارات الأقدر على مواجهتها فكريا هو وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف ولذلك كان لابد أن يطرح ليكون هو الموضوع الرئيس ويكون من خلال هذا المؤتمر برامج عمل محددة لوزارات الشؤون الإسلامية والأوقاف للمضي لتحقيق الأمن الفكري والروحي وفي رد تيارات الغلو ومحاربة تيارات التكفير والتفجير والإرهاب . من جانبه اعتبر وزير الشؤون الدينية بالجمهورية التونسية الدكتور بو بكر الأخزوري أن الأمن على العقيدة والفكر يحقق سعادة البشر جميعا وتتحقق به صفة الانسانية وتوازن حياة الأمم واستقرارها وضمان تقدمها ورقيها ورهان سعادتها وهنائها وسلامة عقول أفرادها وتجذرهم في تربية التفكير القويم الذي يرعى ثوابت الحضارة ويستوعب حركة الزمن ويتوثب إلى الإبداع والإسهام البصير في إقناع الحضارة. وتطرق إلى دور الإعلام والذي يمثل اليوم عنصرا فاعلا في تحقيق التواصل والذي جعل برسائله المتنوعة وتقنياته المطورة هذا الكون قرية صغيرة وهو كغيره من منتجات العقل البشري ينفع نفعا كبيرا إذا أحسن استثماره ويكون خطرا مهددا إذا أسيء استعماله وتوظيفه داعيا في هذا الإطار إلى صياغة ميثاق شرف يصون خطابنا الإعلامي عن كل انزلاق ويبث روح الإسلام الحية في القلوب والعقول . وتحدث عن الأمن في مفهومه الشامل والذي يعتبر غاية الإسلام معتبرا أن رعاية شؤون هذا الدين القيم لا تتحقق إلا إذا شاع الأمان والاطمئنان والسلام بين الناس أجمعين بدءا بالعقول والأفكار ووصولا إلى المعاملة في الواقع اليومي. وأكد ان أي فكر سليم متشبع بالإسلام نبعا صافيا نقيا لا يثمر إلا حياة طيبة ملؤها السعادة وحظها النجاح والرقي وهي الغاية المشتركة التي نحرص على تحقيقها.