يلتقي الليلة العملاقان الاتحاد والهلال في مباراة تتكرر منذ سنوات يتم خلالها تسمية بطل الدوري لهذا العام بعد مطاردة طويلة ومثيرة سوف تنتهي الليلة بصورة دراماتيكية يرقص فيها الرابح على جراح الخاسر ويبكي فيها الخاسر على كل نقطة أضاعها في رحلات الذهاب والاياب. وبالتأكيد سيستخدم المحللون الرياضيون التعبير الذي أهلكونا به (المباراة لا تقبل القسمة على اثنين) وإذا أردنا الصدق والموضوعية فإن الدوري السعودي بكل تفاصيله قد قبل القسمة على اثنين منذ سنوات وتحول إلى مسابقة خاصة بين الفريقين الكبيرين بينما تحولت جميع الفرق الأخرى إلى مجرد مطبات صناعية!. لو نظرنا إلى فارق النقاط بين الفريقين الكبيرين وبقية فرق الدوري (كبيرها وصغيرها وهو الفارق المخيف الذي يتكرر منذ سنوات لوجدنا أن الدرجة الممتازة قبلت القسمة على اثنين فأصبحت هناك درجة (سوبر ممتازة) تتمثل في الاتحاد والهلال ودرجة (محطات تعطيل) تتمثل في فرق الأهلي والشباب والنصر والاتفاق والوحدة والحزم ونجران وأبها والرائد والوطني. وحدهم جماهير الاتحاد والهلال الذين يعيشون متعة الدوري بينما بقية الجماهير مجرد متفرجين وشامتين.. و لا أحد غير الهلاليين والاتحاديين يصاب بالسكر وضغط الدم في كل جولة من جولات الدوري أما مشجعو الأندية الأخرى فهم يتمتعون بصحة جيدة بعد أن تجمدت مشاعرهم بفضل سياسات أنديتهم التي حولتهم إلى مجرد متفرجين صامتين على الصراع الكبير. العوامل التي رسخت هذه الطبقية الكروية كثيرة جدا وأهمها الإمكانيات المالية الهائلة للفريقين والجدية التي تتمتع بها إدارتا الناديين ولا شك أن استمرار هذا الوضع طويلا سيقلص من درجة الإثارة والمتعة في الدوري السعودي الذي اعتاد على تعدد الأقطاب، وفي هذا المساء سيشاهد الاتحاديون والهلاليون المباراة وهم يحاولون السيطرة على مشاعرهم الملتهبة.. ولا عزاء لكل مشجعي الأندية الأخرى سوى الشماتة من الخاسر!.