ثلاثة أشهر وتعود الحياة إلى طريق الهدا (الكر)، وتتجدد قصة عشق بين منطقة الهدا وزوارها، ويتنفس معه أهالي الطائف ومكة الصعداء، حيث سيتم افتتاح الطريق في جمادى الآخر حسبما أعلن وزير النقل جبارة الصريصري خلال زيارته الأخيرة للمحافظة. ذلك الإرث الحضاري الإنساني الذي مازال قائماً منذ ألف عام. وكان يستخدم كطريق للحجيج والقوافل التجارية والمشاة بين الطائف ومكة حتى العام 1380ه، والذي فضله كثير من التجار لامتيازه بالأمان أكثر من غيره من الطرق في ذلك الوقت. الكاتب والمؤرخ حماد السالمي يقول: يجب علينا أن نستفيد من قيمة الطريق التاريخية، حيث لم يتوقف المشاة عن عبوره إلا عام 1380ه تقريبا، مشيرا إلى أن الطريق الحجري ينقسم إلى مسلكين؛ واحد للمشاة والآخر للجمال. وينحدر من عقبة كرا قريباً من بلاد طويرق، متدرجاً ومتعرجاً في بعض المواقع، وبعرض يتراوح بين المترين والثلاثة أمتار بحيث يتسع لمرور جملين محملين بالبضائع، نزولاً إلى وادي الكر أسفل جبل كرا، وتستغرق الرحلة عبره يوماً كاملاً تقريباً للصعود ونصف اليوم للنزول. ويضيف السالمي، أن فكرة إنشاء طريق الهدا الكر الحالي جاء بناءً على رؤية مستقبلية وفكرة خالصة من الملك فيصل- رحمه الله - الذي أمر بإنشائه قبل 44 عاماً حين كان في زيارة للطائف، وكان حريصاً على متابعة سير الأعمال، وخلال فترات تواجده في الطائف كان يجلس من بعد العصر وحتى المغرب في موقع يقال له (دكة بافيل) يشرف على التنفيذ ويستحق افتتاحه احتفالا يليق بتاريخه العريق. وبدئ العمل في مشروع تطوير الهدا في شهر رمضان عام 1426ه، بتكلفة 218 مليون ريال، تشمل أعمال التوسعة واستكمال ازدواجية الطريق بمسافة 12 كيلومتراً.