تضطر 45 ألف سيدة فى محافظة بلجرشي إلى الانتظار مدة طويلة على قائمة دخول مستشفى الولادة والأطفال حتى يتمكن من مراجعة طبيبة عامة واحدة تجيد العربية. وتشكو المراجعات أيضا من عدم وجود استشارية، وتحويل أغلب حالات الولادة إلى مستشفى الملك فهد في الباحة، وهو ما أكده رئيس قسم الولادة به الدكتور محمد صبحي، الذى أبدى استياءه من تصرف بعض الأطباء وتحويلهم لأغلب الحالات إلى الباحة قائلا: يوقعنا ذلك الأمر فى كثير من الإحراجات عندما يتوفى طفل أو تصل إلينا الأم بحالة خطرة، خاصة أن المستشفى يبعد عن بلجرشي 40 كيلومتراً. وتقول (م .غ) «تعاني الحامل من صعودها ونزولها من مدخل عيادة النساء والأطفال في البدروم الذي شهد الكثير من حالات السقوط للنساء والأطفال لصعوبته وخطورته». ومع أن المستشفى يعد من أقدم مستشفيات منطقة الباحة، يئن من نقص الخدمات منذ سنوات. يقول سعيد العامرى «المبنى قديم ويشكو من أعراض الشيخوخة، والدخول إليه أشبه بالصعود لأعلى قمة فى المحافظة، وبات من المستحيل صعود غير المركبات ذات الدفع الرباعي التي يتنفس فيها قائدها الصعداء حتى يصل إلى فناء المبنى، الذي يفتقر لمواقف للسيارات، مما يشكل عقبة أخرى لزائري المستشفى ومراجعيه، مشيرا إلى أن كثيرا من المراجعين يمضون الكثير من الوقت للبحث عن مواقف لسياراتهم، بينما يضطر الكثير للهرب منه لمسافات بعيدة خشية الزحام الذي تقف معه الحركة كليا لساعات يكون ضحيته المرضى من النساء والأطفال، حتى بات مألوفا للجميع توقف المركبات بمنتصف الطريق خاصة في أوقات الذروة. ويضيف عبدالله أحمد: وقوع معارض السيارات إلى جوار المستشفى تسبب في إزعاج وقلق المرضى، فمكبرات الصوت بحراج السيارات يتردد صداها بين أروقة المستشفى وممراتها، بل تقتحم غرف المرضى من النساء والأطفال، إضافة إلى أن غرف تنويم النساء تكاد تختنق من ضيقها، حيث تكتظ الغرف بعشر مريضات يتناوبن على دورة مياه واحدة بينما فضلت إدارة المستشفى إقفال الأخرى بالشمع الأحمر، رغم حاجتهن إليها. مختبر سيئ ويتحدث صالح الغامدى عن المختبر، مؤكدا أنه يفتقد لكثير من الأجهزة الطبية، ويضطر العاملون به إلى نقل عينات الدم والتحاليل للمرضى من الأطفال والنساء إلى مستشفى الملك فهد بالباحة، ويستغرق معرفة النتائج عدة أسابيع مما يؤثر سلبا على المرضى خلال تلك المدة، لافتا إلى أن المستشفى يحتاج إلى حاضنة لحديثي الولادة بدل نقلهم إلى الباحة لمدة لا تقل عن ثلاثة أسابيع يكون الرضيع فيها بعيدا عن أمه وذويه. ويشير الغامدي إلى مشكلة أخرى قائلا: الزائر للمستشفى يضطر إلى افتراش أرضيات المواقف لعدم توفر أماكن للجلوس، ويضيف: كما يفتقد المستشفى إلى بوفيه أو مركز تموين صغير، ويضطر الزائر في هذه الحالة إلى قطع عشرات الكيلو مترات لقضاء الاحتياجات اللازمة للمريض. ويظل مكتب الدخول والخروج صورة أخرى واضحة عن الإهمال الذي يعاني منه المستشفى، فلم يعد ذلك السرداب يتسع لحجم الإقبال الهائل على مستشفى الولادة والأطفال، فملفات المرضى أصبحت تفترش الأرض، ويتسابق موظفو هذا القسم -الذين لايتجاوز عددهم أصابع اليد- مع الزمن لتنظيفها وترتيبها، إضافة إلى استقبالهم للمراجعين، في الوقت الذي امتنعت الشركة الموكلة بالنظافة عن تنظيم أو تنظيف ذلك الغبار العالق بملفات المرضى، ورغم مطالبة الدفاع المدني بإيجاد فتحات طوارئ بالقسم لخطورته إلا أن الإدارة لم تنفذ ذلك. ولقد اتصلت بنائب مدير المستشفى عبدالله الشاطي لأخذ رأيه حول الوضع الراهن للأقسام، إلا أنه اعتذر عن الإجابة بحجة إنشغاله فى العمل.