بين الحصار وإغلاق المعابر وإعاقة وصول الغذاء والطاقة والأدوية والمستلزمات الطبية ينتظر الآلاف من سكان غزة خاصة المرضي منهم الموت البطئ كل ساعة وضاعف من هذا الوضع المأساوي إصرار الإحتلال الإسرائيلي علي منع المرضي من السفر للخارج لتلقي العلاج اللازم. لذا كان المطلب الرئيس للمشاركين في ندوة ( إرفعوا الحصار عن غزة ) التي عقدها بالقاهرة المركز العربي للدراسات التابع لحزب العمل هو دعوة العرب والمسلمين والمجتمع الدولي إلي المسارعة لإنقاذ سكان غزة من النتائج المفجعة للحصار الإسرائيلي الذي اسفر حتي الآن عن مقتل المئات إما جوعا أو مرضا أو بردا . في مستهل الندوة أوضح الكاتب الصحفي مجدي أحمد حسين الأمين العام لحزب العمل أن الأمن القومي لمصر يرتبط ارتباطا وثيقا بفلسطين وأن الشعب الفلسطيني هو الذي يتصدي ببطولة للعدو الصهيوني ومخططاته ويتمتع بأعلي درجا ت الإستعداد للشهادة لافتا إلي أن حماس المتهمة من قبل اعداء المقاومة بأنها تتصارع علي السلطة مع فتح يقف ابناءها وابناء قياداتها علي خط المواجهة مع العدو. أضاف:إن العديد منهم نالوا الشهادة وهم يواجهون الضربات الإسرائيلية وفي غزة المحاصرة يموت يوميا اكثر من الف مريض بسبب عدم تلقي العلاج وعدم توفر الادوية والغذاء مشيرا إلي أن استمرار الحصار يعني أن مليون ونصف المليون من الفلسطينين يواجهون خطر المجاعة لأن اسرائيل تتحكم في دخول المياه والخبز والطاقة . ونبه إلي أن استمرار اغلاق المعابر ومنع دخول الاموال وحرمان القطاع من حصته من الجمارك يجعل الايام القادمة حالكة السواد معربا عن اسفه لمشاركة السلطة الفلسطينية بقيادة محمود عباس في إحكام هذا الحصار بمنع الرواتب عن العاملين في غزة من غير الفتحاويين في محاولة لدفع الاوضاع داخل القطاع للسير نحو الانفجار والإنفلات للتخلص من حماس . وأشار إلي أنه علي حدود مصر مع فلسطين يعيش الآن اكثر من الفي فلسطيني هم واولادهم علي معبر رفح الحدودي حياة البؤس والفاقة وانعدام الخدمات الصحية بسبب اغلاق المعبر وعدم السماح لهم بالمرور للعودة إلي غزة . غزة أرض الجهاد وشدد مجدي حسين علي الأهمية التاريخية والأمنية لقطاع غزة موضحا أنها نقطة مفصلية للربط بين البلدان العربية وكانت تتجمع بها تجارة مكةالمكرمة والمدينة المنورة والهند وتمر بها طرق التجارة عبر التاريخ كما أن غزة كانت معبر الانبياء لأنها مدخل مصر من جهة الشمال الشرقي وأن كبار الإستراتيجيين العسكريين يؤكدون علي أن غزة هي بوابة الأمن القومي المصري . ولفت الإنتباه إلي أنه منذ الغزو الصهيوني وقيام الكيان الإسرائيلي فإن غزة تعد ارض الجهاد التي استطاعت أن ترهق العدو وتلحق به اكبر الخسائر مما دفع الإدارة العسكرية الإسرائيلية إلي سحب قواتها ومغادرة القطاع مشيرا إلي أن غزة بكثافتها السكانية وروحها الجهادية العالية وصواريخ المقاومة اجبرت الصهاينة علي أن يعيشوا خلف الاسوار العالية اي من وراء جدر. ونبه إلي أن طبيعة غزة الجغرافية وطبيعة التربة تجعل من السهل حفر الخنادق لتسهيل عملية الدفاع عنها ضد الإجتياحات الإسرائيلية المتكررة والتي يسفر عنها عشرات القتلي والجرحي بين كل فترة وأخري. ووصف مؤتمر" آنا بوليس "للسلام الذي دعت اليه الولاياتالمتحدةالامريكية بأنه مجرد تمثيلية سخيفة لن تسفر عن اي شئ ولن تعيد للفلسطينيين حقوقهم المسلوبة والرابح الوحيد من هذا الاجتماع هو امريكا واسرائيل لافتا إلي أن الصراع الفلسطيني الفلسطيني الذي نراه الآن هو صراع بين من يريد المقاومة وعلي رأسها حماس والجهاد الإسلامي ومن يريدون الإنبطاح امام العدو ويمثلهم بعض قيادات فتح بقيادة ابو مازن . واوضح أن من يراهنون علي المهادنة كسبيل لرفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني واهمون لانهم يختزلون القضية في توفير الخبز ، مشيرا إلي أنه رغم المهادنة فإن الضفة الغربية تعاني من سوء الاوضاع الغذائية مثل غزة ولم يستطع ابو مازن أن يوفر لأهالي الضفة الشهد والعسل رغم تحالفه مع اسرائيل وامريكا او ازالة الحواجز والمغتصبات الإسرائيلية داخل الضفة . غرف عمليات مشتركة بين أبو مازن والكيان الصهيونى لتصفية المقاومة وكشف النقاب عن أن اجهزة امن ابو مازن تنسق مع العدو الاسرائيلي ضد المقاومين والمجاهدين الفلسطينين وأن هناك غرف عمليات مشتركة بين الطرفين لحماية اسرائيل من العمليات الجهادية ، داعيا مصر إلي فتح معبر رفح لادخال الفلسطينين العالقين وإمداد غزة بالكهربا وإدخال المواد الغذائية والدواء لأن هذا المعبر موجود علي الارض المصرية وفتحه من اعمال السيادة . مخطط ضرب حماس ومن جانبه أكد المؤرخ والمحلل السياسي الفلسطيني عبد القادر ياسين أن الرئيس الفلسطيني ابو مازن ورئيس وزراءه سلام فياض هم من المهاودين للإحتلال الإسرائيلي وهم ادوات في يد المشروع الامريكي الصهيوني وللاسف فإن حماس لاتعلن ذلك بوضوح وحسم لافتا إلي أن ياسر عرفات منذ اوسلوا تعهد بخلع ثوب المقاومة لذلك لم يعد مستغربا أن تقف جماعة اوسلوا ضد المقاومة. وكشف النقاب عن أن النظام الرسمي العربي هو الذي يحدد ملامح القيادة الفلسطينية وأن ابو مازن زرعته الولاياتالمتحدةالامريكية في الحركة الوطنية الفلسطينية لافتا إلي أن هاني الحسن وهو من ابرز قيادات فتح وصف ابو مازن بأنه بهائي ماسوني وأن اصوله ايرانية لافتا إلي أن ابو مازن يقوم حاليا بالعمل علي تفكيك البني التحتية للمقاومة بالتعاون مع المندوب الامريكي دايتون والسلطات الاسرائيلية تنفيذا لشروط خارطة الطريق . أضاف: إن ابو مازن قام بتسليم كشف باسماء مائتي مقاتل من كتائب شهداء الأقصي لإسرائيل واسلحتهم وتعهد كتابي منهم بترك المقاومة والعمل جواسيس علي باقي المقاومين كما اعلن أنه يمكن أن يتنازل عن حق العودة للفلسطيينين لافتا إلي أن الرئيس الفلسطيني يشترط الحصول علي الموافقة الامريكية حتي يقبل التحاور مع حماس !! الكثير من العوائل لاتجد الطعام والأمراض تفتك بأهالي غزة وكشف النقاب عن أن الأوضاع المعيشية في غزة بالغة السوء، وأن البطالة وصلت لأكثر من ثمانين في المائة والغلاء فاحش والخبز غير متوفر وهناك عوائل لاتجد الطعام ناهيك عن الدواء والخدمات الطبية والصحية اللازمة للبقاء علي قيد الحياة مشيرا إلي أن جماعة دحلان تحاول استغلال تلك الاوضاع لإعادة الفلتان الامني عبرالمظاهرات والإغتيالات لتفجير الاوضاع في غزة والتخلص من حماس . النظام الصحي لقطاع غزة علي وشك الانهيار الكامل وقال محمد السخاوي القيادي في حزب العمل أن حماس بتبنيها لخيار الجهاد تدافع عن الامن القومي العربي والاسلامي ضد مخططات العدو الصهيوني المدعوم من امريكا التي تسعي لاعادة رسم خريطة المنطقة وتفتيت دولها اثنيا وعرقيا وطائفيا لافتا إلي ضرورة الخروج من عباءة الانظمة التي غالبا مايكون لها حساباتها الخاصة وتحكمها الضغوط الدولية وأن يتم دعم المقاومة شعبيا وفق استراتيجية يوفر لها اسباب الاستمرار والدوام. ونبه إلي أن قوات الإحتلال الاسرائيلي تحكم بالإعدام على اكثر من 1000 مريض فلسطيني معظمهم من الاطفال والنساء وبالامس نفذت هذا الحكم بحق طفل لم يتجاوز الثانية عشر من عمره هو " تامر اليازجي" الذي اصيب بالتهاب في الدماغ وحصلت له مضاعفات خطيرة وتم عمل تحويلة له للعلاج لكن الاحتلال عرقل سفره للعلاج وماطل في الرد علي التحويلة فوافته المنية. واضاف بأنه استشهد قبله بيومين "نائل الكردي" المصاب بالسرطان والذي ناشد العالم قبل موته ان ينقذه من مرضه فهو يود العلاج ويتطلع الي الحياة وسط اهله واخوانه لكن استغاثته وصرخاته ذهبت ادراج الرياح دون مجيب لينضم إلي قافلة شهداء الحصار الإسرائيلي والذي بلغ عددهم منذ يونيو نتيجة الحصار واغلاق المعابر (44) شهيد وشهيدة. ولفت الانتباه إلي أن وزير الصحة الفلسطيني في حكومة تسيير الاعمال في غزة ارسل العديد من الاستغاثات للعالم اجمع يحذر من الماساة الانسانية التي يعيشها المرضي حيث لاغذاء ولادواء ولامعدات طبية ولاكهرباء داخل المستشفيات لاجراء العمليات الجراحية وأن الوضع الصحي كله علي وشك الإنهيار مما يتطلب ارسال مساعدات عاجلة والضغط علي الإحتلال لرفع الحصاروفتح المعابر والسماح بدخول الادوية والاغذية والكهرباء والأموال المستحقة للفلسطينين والتي تحتجزها السلطات الاسرائيلية . -------------------- المصدر: وكالة الأخبار الإسلامية (نبأ)