أوفدت هيئة المساحة الجيولوجية السعودية فريقا فنيا للوقوف على الينابيع الكبريتية التي ظهرت بمحافظة بلجرشي، من أجل دراستها ومعرفة مصدر هذه الظاهرة وجمع عينات من الوادي ومن الآبار المجاورة لها، من خلال الدراسات الحقلية ومعاينة مكان الحدث من قبل الفريق الجيولوجي. وأوضح معالي الدكتور زهير عبدالحفيظ نواب «رئيس هيئة المساحة الجيولوجية السعودية» أن الوضع كان عبارة عن تدفق للمياه نتيجة لعملية حفر ثقوب في الجبال لغرض أعمال التفجير لتوسعة الطريق بالمنطقة، حيث فوجئ عدد من عمال إحدى الشركات الوطنية خلال تنفيذ الطريق المزدوج بلجرشي - أبها بخروج مياه بشكل كبير من هذه الثقوب، لذلك تمت معاينة أرض الحدث للتعرف على هذه المياه في عدة مواقع. بالإضافة إلى ذلك أفاد سكان المنطقة بأن هناك العديد من الآبار الكبريتية بالمنطقة، وأن هذه الظاهرة تتكرر في ذات المنطقة، خاصة أن الأهالي يسمعون أصواتا ويشمون روائح من هذه الآبار. وقد شهدت المنطقة توافد أعداد كثيرة من المواطنين من مختلف المناطق، حيث أخذ الزوار يعبئون العبوات البلاستيكية من المياه طمعا في فوائدها العلاجية المزعومة. ومن خلال تحليل الخرائط الطبوغرافية والمعاينة الحقلية وجد أن المنطقة يوجد بها العديد من التلال متوسطة الارتفاع وأن الطريق في هذا الجزء يمر بوادي الجوف، أما من الناحية الجيولوجية فإن المنطقة تتميز بأنها تحتوي على صخور بركانية متبلورة من نوع الأنديزيت غير القابلة لاختزانها للمياه، كما يلاحظ أن هذه الصخور متأثرة بصدوع وتكسرات ضاربة باتجاه شمال جنوب شكلت في بعض المواقع صخور فتاتية قابلة لخزن بعض المياه. وقد أظهرت المشاهدات الحقلية أن أماكن خروج المياه عبارة عن ثقوب صغيرة يبلغ قطرها 10 سم تم عملها عن طريق الشركة المصممة للطريق، علما بأن هذه الثقوب تم حفرها ضمن صخور الأنديزيت المتبلورة والمفتتة بفعل الصدوع، مما أدى إلى احتوائها على بعض المجاري المائية في نفس جهة الصدع أو في تقاطع الوديان مع الصدوع. ويتضح من دراسة منسوب المياه الجوفية في الحفر التي يتدفق منها الماء بمنطقة الحدث والذي تم قياسه باستخدام جهاز (Sounder)، حيث إنه يظهر مستوى الماء على عمق 4.5 أمتار في الموقع (A1)، وصفر متر في حفر الموقع رقم (A2) حيث يتدفق منها الماء بكميات قليلة، ووجد أن العمق الكلي للحفرة في الموقع (A1) يصل إلى6.4 أمتار، والعمق الكلي للحفرة في الموقع (A-2) يصل إلى2.1 متر. ولقد لوحظ أنه يتم تعويض الماء بشكل مستمر في المنطقة الواقعة في شعب طرية بوادي الحبقة والمياه تنساب على سطح الأرض بكميات قليلة من الحفرة في الموقع (A2).