أ.محمد حسني محجوب - نائب رئيس تحرير صحيفة المدينة : ضُحى أمس السبت لم تكن أجواؤه كضُحى يوم سبقه ولا هواؤه كذلك كان الأمس يوماً -رغم سطوع شمسه - غائماً, كل شيء فيه صامت.. حركة عجلة الحياة في الشوارع لا تصدر صوتًا.. ولا تتحرك فرع شجرة من نسمة هواء. يوم حدث فيه ما لم يكن متوقعًا.. سبحان الله.. لا حول ولا قوة إلا بالله.. ذلك الصمت وذلك الهدوء الذي شمل كل شيء في الحياة رغم الضجيج الذي لم تهدأ منه ساعة من يوم أو دقيقة من ليل في نهار وليالي مدينة جدة.. كان غريبًا يوم أمس.. وفجأة تنطلق أنباء بوفاة الأمير نايف.. كصاعقة فاجأت الشعور من الداخل.. ولكن هذه الصاعقة كان صوتها هادئاً في المسامع والآذان. كل صوت كان يهمس.. مات الأمير نايف.. بعض الأصوات كان يعبر عن أن موت الأمير نايف في المملكة كلها، وبعضها كان يعبر أنه مات في العالم كله.. إنه تعبير يجسد أهمية الرجل، وموقعه في مشاعر الإنسان الذي عرفه على المستوى الجغرافي العلمي في عالم ينبض داخل بيت لا يتجاوز حجمه مساحة بيضة..! الأصوات تأتي من أنحاء بعيدة من العالم تسأل عن الحدث بين مصدق ومكذب لأنباء الوفاة.. من وراء البحار والصحارى وقبل مرور ساعة واحدة في زمن الوفاة أصوات تحمل الدعاء له بالرحمة والمغفرة وتختلط دموع الداخل بدموع من في الخارج البعيد والقريب. وسبحان من قال: (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ) (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ).. ولكن شتان بين كُلّ وكُلّ.. بين رجل في حجم وقامة الأمير نايف نذر حياته في خدمة الإنسان والعلم في بلده والعالم. رحم الله الأمير نايف رحمة واسعة وألهم المليك وأبناءه والاسرة المالكة والشعب السعودي قاطبة الصبر وحسن العزاء. (إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ)