سماحة مفتي المملكة صيام الإثنين والثلاثاء خروجاً من الشك والخلاف بالإشارة للنقاش الدائر في الأوساط الشرعية والفلكية حول تحديد يوم عاشوراء هذا الشهر وهل يحسب ذلك على وفق الرؤية الشرعية للهلال أم على ضوء تقويم أم القرى وهو التقويم الرسمي المعتمد في المملكة تنظيم حياة الناس وما يترتب عليه من قضاء حوائجهم ومصالحم الدينية والدنيوية مما أثار الكثير من الأخذ والرد بين أوساط المواطنين وإخوانهم من المقيمين المسلمين إذ أن أغلبهم يحرص على صيام هذا اليوم ويماً قبله أو يوماً بعده. سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وهيئة البحث العلمي والإفتاء قال أن الخروج من الخلاف يتحقق بصيام الإثنين والثلاثاء. الدكتور عبدالله المسند المشرف على جول وموقع (كون) الفلكي له وجهة نظر فلكية يقول فيها : مجدداً الهلال يتواجد على الساحة الإعلامية ، وهذه المرة خرج الفلكيون منها ، وانحصر الخلاف بين الشرعيين أنفسهم ، ولكثرة السؤال في هذا الخصوص أقول : أن يوم الجمعة الموافق 29 من ذي الحجة (ليلة السبت) كان الهلال موجوداً في الأفق الغربي بارتفاع يقل عن درجتين ، وهو في الحالة تلك لا يُرى وفقاً للمعايير الفلكية العلمية ، هذا من جهة ومن جهة أخرى فقد غم على مناطق في المملكة آنذاك ، فلم يستطيعوا ترائي الهلال ، وفي الغربية لم ير الهلال عبر المناظير الفلكية ، وعليه فإن يوم الثلاثاء الموافق 6 ديسمبر القادم يكون يوم عاشوراء ، وهذا ينسجم مع المعايير الفلكية ، وقبل ذلك تحقيقاً لقوله عليه الصلاة والسلام: ( ... فَلا تَصُومُوا حَتَّى تَرَوْهُ ، فَإِنْ غُمَّ عليكُمْ فَأَكْمِلُوا العِدَّةَ ثلاثِينَ) ، والبعض يقول : أن يوم السبت ليلة الأحد الماضي شُوهد الهلال من الجميع مرتفعاً! فكيف يكون ليلة واحد؟ والجواب : كون الهلال مرتفعاً ، وواضحاً ، وغروبه متأخراً ، معايير حسية لا يُعتد بها فلكياً ، فكيف أمام النص الشريف. وكون تقويم أم القرى جعل شهر ذي الحجة 29 يوماً ، فلأنه يعتمد معيار (إذا حدث الاقتران بين الشمس والقمر ، وغربت الشمس قبل القمر وفقاً لأفق مكةالمكرمة ، ولو بدقيقة واحدة ؛ فإن غداً يكون الأول من الشهر الجديد) ، وهذا معيار اصطلاحي اضطراري تقريبي من أجل صناعة التقويم المدني ، والتسهيل على الناس في إدراك مصالحهم الدينية والدنيوية ، وأحياناً يخالف معيار تقويم أم القرى الرؤية الميدانية ، وفي أحيان أخرى ينسجم معها وهو الأغلب .. هذا والله أعلم ، وتقبل الرحمن طاعاتكم.