كرم سموه الطلاب الفائزين كما تم تكريم الطالبات الفائزات في إطار خطوات دعم السياحة والمحافظة على الآثار التي تنتشر في المملكة العربية بكافة مناطقها دالة على الأرث الراسخ في عمق التاريخ ليبرهن لنا على الدوام على عظمة بلادنا وأجدادنا الأبطال الأفذاذ وفي إطار ما يحظى به قطاع السياحة والآثار من إهتمام ورعاية قام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار برعاية فعاليات الحفل الختامي لجائزة الأمير سلطان بن سلمان للتراث العمراني الدورة الرابعة السنة الأولى لطلاب كليات العمارة والتخطيط 1432ه/2011م وذلك بمركز الملك فيصل للمؤتمرات بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة. وحسب وكالة الأنباء السعودية (واس) قام سموه فور وصوله لمقر الحفل بافتتح المعرض المصاحب لفعاليات الجائزة وتجول في المعرض الذي يضم سبعين لوحة من إبداع الفائزين والفائزات بفروع الجائزة ورافق سموه في الجولة نائب وزير التعليم العالي الدكتور أحمد السيف ومدير جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور أسامه بن صادق طيب. عقب ذلك بدأ الحفل الخطابي للجائزة بآي من الذكر الحكيم ثم ألقى الأمين العام للجائزة الدكتور أسامه الجوهري كلمة ترحيبية وقال : نحتفل اليوم بتكريم أبنائنا الطلاب لاهتمامهم بتراث الأجداد وتأصيل البيئة في محافظتهم على التراث من خلال إبداعهم في التصاميم الهندسية لعدد من المشروعات المقترحة والمباني الثراثية القائمة. وعبر عن شكره لسمو الأمير سلطان بن سلمان على رعايته لحفل الجائزة وتشجيعه الطلاب على الإبداع والاجتهاد في التعليم والتدريب والعمل. بعد ذلك تم عرض فيلم وثائقي عن أهمية الجائزة وفروعها الأربعة جائزة مشروع التراث العمراني وجائزة مشروع الحفاظ على التراث العمراني وجائزة بحوث التراث العمراني وجائزة برنامج تعليم التراث العمراني. عقب ذلك تفضل سموه بتكريم الطلاب الفائزين كما كرم سموه الطالبات الفائزات حيث تسلمن الجائزة من عميدة شطر الطالبات بالجامعة الدكتور هناء عبدالله النعيم. كما كرم سموه لجنة تحكيم الجائزة والشركات الراعية وعميد كلية تصاميم البيئة بالجامعة الدكتور عمر طيبه. وأثنى مدير جامعة الملك عبدالعزيز على الجهود التي يبذلها الأمير سلطان بن سلمان للحفاظ على التراث العمراني وتشجيع الطلاب على التنافس في المحافظة على التراث العمراني. وقال : إن الجامعة تفتخر بإجراء الدراسات العمرانية التراثية في كليات تصاميم البيئة والاقتصاد المنزلي وكلية التصاميم والفنون مشيرا إلى أن الجامعة ستطلق مبادرات جديدة للمساهمة في الحفاظ على التراث العمراني. وقدم سمو رئيس هيئة الساحة والآثار درعا تذكاريا لمدير الجامعة كما قدم مدير الجامعة هدية تذكارية لسموه تقديرا لرعايته حفل الجائزة ومشاركته للطلاب الفائزين في أفراحهم. عقب ذلك ألقى سمو رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار كلمة نوها خلالها بتميز موسم حج هذا العام , مهنئا الجميع بعيد الأضحى المبارك , مشيدا باهتمام الجامعات السعودية ومنسوبيها بالتراث العمراني الوطني. وأشار إلى أن تعليم التراث العمراني في التعليم الجامعي بدأت في عام 1416ه ولم يكتب لذلك البرنامج أن ينطلق كما يجب مع البدايات الصغيرة المتواضعة ، واليوم ولله الحمد انطلقت هذه البرامج في جامعات الملك سعود والملك عبدالعزيز وغيرها من الجامعات الأخرى حيث تكونت قناعة كبيرة بأهمية التراث العمراني الوطني لدى المواطنين , منوها بأهمية الفرص التي ستكون متاحة في التراث العمراني. ونوه سموه باهتمام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولى عهده الأمين بالحفاظ على التراث العمراني وحماية مواقع التراث الإسلامي وكذلك ما صدر من أمراء المناطق ، ووزارة الشؤون البلدية والقروية ، في عدم المساس بالتراث العمراني إلا بعد الرجوع إلى الهيئة حتى تتم دراسته وتوثيقه وفق قرارات مؤسسية وعلمية، مشيرا إلى أن القيادة واعية وتقدر هذا التاريخ والتراث الذي يعد أبار نفط غير ناضبة. ودعا سمو رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الجميع إلى حضور فعاليات ملتقى التراث العمراني الوطني الأول الذي يقام في عدة مواقع في جدة حالياً في الفترة من 18 إلى 20 ذي الحجة الجاري أو زيارة موقع الملتقى أو الهيئة على الانترنت للإطلاع على الندوات وورش العمل ، معتبراً الملتقى حدث استثنائي بكل المقاييس ، مشيراً إلى أن الملتقى ينطلق في نسخته الأولى من عروس البحر الأحمر التي ستستعيد تراثها الجميل ممثلة في جدة التاريخية. وأبرز الأمير سلطان بن سلمان دور الفتاة السعودية في مجال دراسة وأبحاث التراث العمراني مشيدا بالإقبال الكبير من الطلاب والطالبات في جامعة الملك عبد العزيز وخصوصاً الطالبات الآتي يعملن في مجال التصاميم الداخلية، معبرا عن اعتزازه بمشاركتهم , مفيدا أن بنات المملكة بحاجة لإعطائهن الفرص المستحقة ليقدمن ويخدمن بلادهن ويشعرن بالاعتزاز لوطنهن ، مبيناً أن الهيئة العامة للسياحة والآثار تتطلع اليوم لتوقيع عدد من الاتفاقيات مع جامعة الملك عبد العزيز. واستعرض سموه بدايات الاهتمام بالتراث العمراني في وقت كان الاهتمام بالتراث هامشياً وبعداً منسياً حتى أصبح تحدياً للأمر الواقع وحلماً تحقق اليوم ولله الحمد. وقال سموه : أهم تحدي يواجه التراث العمراني الوطني هو تغيير المفهوم لدى الشباب لأن التراث العمراني ليس قضية ترميم أو حنين للماضي بل هي قضية وفاء للمواقع التي انطلقت منها الوحدة الوطنية وفاء للمواقع التي انطلق منها آبائكم وأجدادكم ولا يوجد مواطن ولا أسرة ولا قبيلة ولا بلدة ولا مدينة وإلا ساهم كلاً منهم في هذه الوحدة المباركة. وأضاف سموه أن الهيئة بصدد تحويل مواقع التراث العمراني إلى مواقع حية يعيش فيها المواطن وتعيش في الأسرة وتستمتع فيها وتتطلع إلى الذهاب إليها بنهاية الأسبوع وتجعلها جزء من حياتها , مؤكدا أن الدولة تساعد في هذا التحول من خلال القروض إذ ستكون عاملا أساسيا في الدعم لاستدراك ما تم من الهدم والإهمال في السابق ومن تأخر في المحافظة على التراث العمراني. وأفصح سمو رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار عن اطلاق مشروعات في مجال التراث العمراني من خلال الأنظمة التي ستصدر مع نظام الآثار الجديد المعتزم إصداره قريبا حيث ستسهم الحكومة والمؤسساتوالمواطنين في هذه المشروعات. تلى ذلك إعلان نتائج جائزة الأمير سلطان بن سلمان للتراث العمراني على النحو التالي : الفائز الأول في فرع الجائزة لمشروع التصميم الداخلي للأبنية التراثية النجدية ين الأصالة والمعاضرة (دراسة تطبيقية بمنطقة حلة الدحو - الرياض) برنامج التصميم الداخلي بكلية الاقتصاد المنزلي بجامعة الملك عبدالعزيز هن الطالبات بسمه الحربي ، وجدان حسنين ، وحنان كلكتاوي ، وايمان باعبدالله ، وأبرار السقاف ، ومنى الجدعاني ، والمشرفات الدكتور علا هاشم ونورة غبرة , وعائشة زين العابدين. والفائز الثاني : مشروع -جامعة أهلية في مدينة الرياض- كلية الهندسة والإدارة الإسلامية بجامعة أم القرى الطالب : عمر عبدالغني حميدان المشرفون هم : الدكتور عبدالحميد أحمد ، والدكتور عبدالغني حسن منور والدكتور ثامر الحربي. والفائز الثالث : مشروع -جامعة أهلية في مكةالمكرمة- كلية الهندسة والإدارة الإسلامية بجامعة أم القرى ، الطالب فهيد عيسى الدوسري ، المشرفون : الدكتور عبدالحميد أحمد ، والدكتور عبدالغني منور ، والدكتور ثامر الحربي. وفيما يلي فرع الجائزة لمشروع الحفاظ على التراث العمراني : الفائز الأول : مشروع تطوير المسارات التاريخية بمنطقة قلب جدة ، كلية تصاميم البيئة بجامعة الملك عبدالعزيز الطلاب : فارس سبأ ، رعد النفيعي ، فيصل الدوسري ، أحمد الفقيه ، حزام الأحمري ، محمد الضويحي ، فوزا الفايدي ، حسين الغامدي ، محمد الضبيان ، عبدالرحمن طارق ، ضياء فقاص ، المشرف : الدكتور وحيد سالم. الفائز الثاني مشروع التصميم الداخلي للأبنية التراثية التقليدية برنامج التصميم الداخلي بكلية الاقتصاد المنزلي بجامعة الملك عبدالعزيز الطالبات : عائشة اسكندراني ، آلاء محمد او ريش ، رغدة كاتب ، سارة الزهراني ، غصون سرحان ، ديانة ابو عون ، أفنان بترجي ، المشرفات الدكتور علا هاشم ، الاستاذة نورة غبرة ، الأستاذة عائشة زين العابدين. وفي فرع الجائزة لتعليم التراث العمراني فاز أولا كلية العمارة الإسلامية بكلية الهندسة والعمارة الإسلامية بجامعة أم القرى ، وثانيا كلية تصميم البيئة بجامعة الملك عبدالعزيز ، وثالثا مناصفة بين كلية العمارة والتخطيط في جامعة الملك سعود وكلية تصاميم البيئة في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن. الجدير بالذكر أن الجائزة تمنح للمشروعات الجديدة للطلاب والمحترفين من المعماريين التي تجسد نجاحاً في استلهام التراث العمراني استلهاماً حقيقياً وفاعلاً ، ولمشروعات إعادة تأهيل مناطق عمرانية ، أو مبانٍ تراثية أو أثرية ، أو مشروعات إعادة استخدامها بشكل يؤكد استمراريتها وفائدتها ، كما أن التقديم للجائزة يكون من قبل الطلاب والمتخصصين المحترفين والمؤسسات الخاصة والعامة ، من أجل مشاركة أوسع وتفاعل أكبر ، ودعم أفضل لدور الجائزة ، ويتم الحصول على نموذج الترشيح لفروع الجائزة من خلال موقع التراث الإلكتروني. يشار إلى أن من الشروط التي يجب توافرها في الأعمال المقدمة للترشيح ، أن تكون الأعمال المقدمة لفروع الجائزة كافة منفّذة في المملكة ، وذات علاقة بتراثها العمراني ، وأن تمر على المشروعات المقدمة من المحترفين سنتان من تاريخ أشغالها للتمكن من إدراك الآثار المجتمعية والعمرانية لها. كما أن برنامج الأمانة العامة في الدورة الرابعة للسنة الثانية للجائزة تضمن عقد كثير من المحاضرات وحلق العمل والندوات ذات العلاقة بالتراث العمراني في مناطق مختلفة من المملكة. يذكر أن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس مؤسسة التراث الخيرية رئيس اللجنة العليا للجائزة قد أطلق الجائزة في 21من ذي القعدة 1425 الموافق 2 يناير 2005م ، بهدف السعي إلى إيجاد وعي مجتمعي بمفهوم العناية بالتراث العمراني والحفاظ عليه وتطويره ، إلى جانب إبراز ما يتسم به التراث العمراني للمملكة من تميز في إطار التراث العمراني العربي الإسلامي ، والتحفيز على الإبداع في مجالات العناية بالتراث العمراني ، وإلقاء الضوء على النماذج العمرانية الحديثة ذات الأبعاد التراثية.