يمكنك الآن القيام بجولة في أنحاء مدينة روما القديمة على جهاز الكمبيوتر الخاص بك، وذلك عبر خدمة برنامج "جوجل إيرث" الجديدة، التي ستتتيح لك استكشاف عاصمة الإمبراطورية الرومانية روما كما كانت عليه عام 320 ميلادية، وكما وردت على لسان رجال التاريخ حيث كانت فى أوج ازدهارها. النسخة الجديدة المجانية من جوجل إيرث -التي دشنت في احتفال خاص في العاصمة الإيطالية حضره رئيس بلدية روما- مزودة بصورة ثلاثية الأبعاد تمكن مستخدميها من الوقوف فى مركز المكان والتجول فى حلبة المصارعة الرومانية أو الطيران عبر قوس قنسطين، وذلك من خلال إعادة بناء دقيقة للمبانى الرومانية القديمة فى مواقعها الاصلية من خلال التسجيلات التاريخية لتلك الاماكن مع عرض لأهم عواصم العالم فى الزمن القديم . ونقلت صحيفة "لا ستامبا" الإيطالية في نسختها الالكترونية عن برنارد فيشر الباحث في جامعة فرجينيا الذي عمل مع جوجل في إعادة بناء نموذج المدينة القول: "إن المشروع هو استمرار لخمسة قرون من البحث قام به معماريون وفنانون منذ عصر النهضة، حاولوا خلالها ترميم آثار المدينة القديمة بالكلمات والخرائط والصور". من جهة أخرى، قالت جويل مايرز المديرة التنفيذية للمؤسسة "إن التراث الثقافي وإن كان في الماضي، إلا أنه يعيش في الحاضر لأنه يشكل هويتنا، وبالتالي فإن مسؤوليتنا أن نضمن الحفاظ عليه وجعله متاحا أمام الناس بهدف تشجيع التفاهم العالمي، وإن عرض روما القديمة عبر صور ثلاثية الأبعاد هي خطوة كبرى في طريق تحقيق هذا الهدف". وأكدت جوجل أن نموذج المدينة يحتوي على على 6700 بناية بأكثر من 250 منها متصلة بمواقع رئيسية ترجمة إلى لغات متعددة وهي الإيطالية ، الإنجليزية، الفرنسية، البرتغالية، اليابانية، الألمانية، الأسبانية، الروسية والهولندية. وتستند النماذج ثلاثية الأبعاد على نموذج فعلي للمدينة يدعى "بلاستيكو دي روما أنتيكا"، وصمم هذا النموذج علماء آثار وصانعو نماذج ما بين عامي 1933 1974، ووضع في قاعة خاصة في متحف الحضارة الرومانية في روما. ويمكن للمستخدمين مشاهدة عرض مبسط بالصوة والصورة لمشروع مدينة روما القديمة عبر نافذة مخصصة لهذا الغرض على موقع اليوتيوب من خلال الرابط التالي: www.youtube.it/romaantica وأشارت جوجل إلى أن خدمتها الجديدة تعد إضافة بالغة الاهمية لرجال التاريخ والطلبة واطفال المدارس اضافة للسائحين حيث يجسد الاماكن القديمة بصورة حية كما لوكانت عينا وليست اثرا . وفي هذا الشأن يشير الباحثون الذين قاموا بإنشاء هذا الموقع إلى أنه خطوة أخرى في طريق إبتكار آلة زمن افتراضية. وشارك في المشروع مؤسسة "باست برفكت برودكشنز" التي تعيد بناء المواقع الأثرية والتاريخية باستخدام الواقع الافتراضي". وقد قامت جوجل منذ فترة بتزويد خدمة "Google Earth " بخرائط ثلاثية الابعاد تمكن المستخدم من رؤية الأماكن بصورة أفضل ودقة هندسية عالية، وتحويلها إلى أشكال مجسمة وواقعية بألوان مختلفة. وعمدت جوجل بعد النجاح الذي حققه البرنامج إلى إجراء الكثير من التحديثات عليه، إلى أن كشفت مؤخراً عن نسخة مطورة جديدة تستعين فيها بقمر صناعي عالى الجودة يلتقط صوراً شديدة الوضوح والنقاء، وهو ما دفع بالحكومة الأمريكية بالمطالبة باحتكار هذه النسخة بزعم الحفاظ على الأمن القومي الأمريكي. واستجابت جوجل وقررت عدم السماح بهذا النقاء والوضوح المتناهي سوي للحكومة الأميركية، في حين ستمتلك الشركة حق الاستخدام الحصري للصور الأقل جودة. وتعد تلك هي المرة الأولي التي يتم فيها الكشف عن صور للنسخة الجديدة من البرنامج بالغ الخصوصية ، وأوضحت تقارير صحافية بريطانية أن الصور الأكثر وضوحًا الذي سيقدمها برنامج جوجل إيرث الجديد، من شأنها أن تحول "أطلس الفوتوغرافي" لمحرك البحث العملاق إلي وسيلة يمكن الاعتماد عليها بشكل أكبر مستقبلاً لمشاهدة الأشياء بشكل أكثر تفصيلا ً. وتواصل جوجل تطوير عرضها الجغرافي لمختلف الأماكن على سطح الأرض عن طريق زيادة حجم الصور شديدة الدقة التي التقطتها الأقمار الصناعية. ويتوقع الخبراء أن تزيد هذه الخطوة من حدة الهجوم التى تقوده بعض الدول على البرنامج بحجة أن هذه الخدمة تقوم بفضح أسرارها العسكرية وهو ما حدث مؤخراً عندما ذكرت صحيفة يديعوت إحرونوت الإسرائيلية أن هذا البرنامج المطور الذي يتضمن أرشيفاً لصور ملتقطة بالأقمار الصناعية يكشف مواقع عسكرية وأمنية إسرائيلية هامة. وحذرت الصحيفة من أن البرنامج جعل من هذه المواقع أهدافا سهلة محتملة لمن يريد مهاجمتها، مضيفة أن جوجل طورت صور الأقمار الصناعية الخاصة بإسرائيل وضاعفت تقريباً من درجة وضوحها ودقتها خلال الأيام الأخيرة. ووصفت الصحيفة البرنامج بأنه يمثل "نقطة قوة" للدول الأعداء على حد تعبيرها و"كنزا" للفصائل المسلحة، وأشارت إلى أن الصور تتكون من بيكسل واحد لكل مترين مربعين بالمقارنة إلى الصور السابقة التي تتكون من بيكسل واحد لكل 10-20 متراً مربعاً على الأرض. ومن بين المواقع البالغة الحساسية الممكن رؤيتها تفصيلا مقر وزارة الدفاع في تل أبيب وقواعد أساسية تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي والمفاعل النووي الإسرائيلي السري المثير للجدل في مدينة ديمونة بالصحراء الجنوبية، كما تعرف مستخدمو النت على موقع آخر ترددت مزاعم أنه مقر وكالة الاستخبارات الإٍسرائيلية الموساد وموقعها سري.