أظهرت دراسة حديثة أن ارتفاع ضغط الدم والإصابة بداء السكري وزيادة الوزن في منتصف العمر ، كلها عوامل قد تسبب انكماشا في المخ ، وحدوث مشكلات في الإدراك ، في غضون فترة تصل إلى عشر سنوات. ويقول معد الدراسة الدكتور تشارلز ديكارلي من جامعة كاليفورنيا ، وزميل الأكاديمية الأمريكية لطب الأعصاب: (تسبب هذه العوامل على ما يبدو تقلصا في حجم المخ ، وتطويره لآفات نتيجة لإصابة وعائية (دماغية) مفترضة ، كما يبدو أنها تؤثر على قدرة المخ على التخطيط واتخاذ القرارات بعد عشرة أعوام). وأوضح قائلا: (لقد لوحظ أن لكل واحد من هذه العوامل نموذجا مختلفا للعلاقة (التي تربطه بالأضرار الدماغية). وأضاف: (تعد نتائجنا دليلا على أن تحديد هذه العوامل الخطيرة مبكرا لدى الإنسان في منتصف عمره قد يكون مفيدا في فحص الإصابة بالعته وتشجيع الناس على تغيير أنماط حياتهم قبل فوات الأوان). وشارك في الدراسة 1352 شخصا غير مصابين بالعته ، من بين المشمولين بالمتابعة في (دراسة فرامنجهام للنسل) ، ومتوسط أعمارهم 54 عاما. وجرى قياس كتلة الجسم ومحيط الخصر للمشاركين في الدراسة ، وخضعوا لفحوصات طبية بشأن ضغط الدم والكوليسترول وداء السكري. كما خضع المشاركون لعمليات تصوير للمخ بالرنين المغناطيسي على مدار عقد ، كان أولها منذ حوالي سبعة أعوام بعد أول اختبار لعوامل الخطورة. وتم استبعاد المشاركين المصابين بالسكتات الدماغية والعته من البداية ، وتبين أن 19 شخصا أصيبوا بسكتة دماغية واثنين بالعته في الفترة بين أول وآخر فحص بالرنين المغناطيسي. وكشفت الدراسة عن أن الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم ظهرت لديهم أجزاء بيضاء ، أو مناطق صغيرة تلفت بها الأوعية الدموية الدماغية ، بمعدل أسرع ممن يحظون بقراءات طبيعية لضغط الدم ، كما كانت نتائجهم تزداد سوءا بصورة أسرع في اختبارات الوظائف التنفيذية أو القدرة على التخطيط واتخاذ القرارات ، في غضون خمسة أعوام وثمانية أعوام على الترتيب. أما المصابون بمرض السكري في منتصف أعمارهم فقد تقلص لديهم حجم المخ في منطقة الحصين بوتيرة أسرع من غيرهم ، في حين سجل المدخنون انكماشا في حجم الدماغ بصورة عامة ، وفي منطقة الحصين بصورة خاصة ، بصورة أسرع من غير المدخنين ، كما أن احتمالات زيادة الأجزاء البيضاء لديهم سريعا أكبر من غيرهم. أما الذين يعانون من السمنة في منتصف العمر فالأرجح أن يأتوا بين الفئة التي تسجل أسرع معدلات في تراجع نتائجها في اختبارات الوظيفة التنفيذية ، حسبما يقول ديكارلي .وبالنسبة لهؤلاء الذين يتميزون بنسب مرتفعة بين محيط الخصر والورك فيأتون على الأرجح بين الفئة الأسرع تسجيلا لتقلص حجم المخ. ونشرت هذه الدراسة في النسخة المطبوعة من مجلة (نيورولوجي) الطبية التي تصدرها الأكاديمية الأمريكية لطب الأعصاب ، ونقلها موقع (ساينس ديلي) الإلكتروني المتخصص في المجال العلمي.