أكد مدير عام المياه بمنطقة الباحة المهندس محمد بن منصور آل عضيد أن الأمطار التي هطلت مؤخراً على المنطقة ساهمت في إنهاء أزمة المياه، بعد أن شهدت سنوات من القحط والجفاف نتيجة قلة هطول الأمطار التي كان لها الأثر البالغ في شح مياه الآبار وجفاف بحيرات السدود التي تعتبر المصدر الرئيسي للمياه في المنطقة، مما جعل أزمة المياه أمرا حتميا يتفاقم خلال موسم الصيف كل عام نتيجة زيادة الطلب مع قلة المتاح. وأوضح أن المديرية سعت جاهدة للتخفيف من الأزمة ووطأتها قدر الإمكان باتخاذ عدد من الحلول آتت ثمارها في السنوات الماضية، فتم عكس خط المياه الناقل بين تربة والطائف ليمد الباحة بكمية من مياه تحلية الشعيبة بدأت ب 5.000م3 في اليوم، لتصل إلى 10.000م3 كما تم حفر آبار داخل حوض سد وادي العقيق وسد وادي ثراد بعد جفافهما، وهي عمليات طوارئ للحصول على أي كمية متاحة من الماء. وأكدأن هذه الحلول لا تصل إلى الطموحات المنشودة و هي حلول مؤقتة، لذلك شُرع العمل على علاج ناجح طويل المدى يهدف إلى تنويع مصادر المياه وزيادتها لضمان استمرارية الإمداد ولكون تلك المشاريع الإستراتيجية بعيدة المدى يتطلب تنفيذها وقتا من الزمن. وأضاف أن تأثير الأمطار على مشاريع المياه الاستراتيجية القائمة في المنطقة كان واضحاً وجلياً للعيان، ففي سد وادي العقيق بلغت كمية المياه المتجمعة بالحوض قرابة 7.5 ملايين متر مكعب بارتفاع بلغ 15.80م بعد أن جف تماماً، ومشروع سد وادي ثراد فاض بعد أن امتلأ حوض التجميع بالكامل بما يقدر ب 14 مليون م3 ويرتفع معه منسوب حقل مياه الآبار التابع له، وكان هذا الواقع ملموسا على قائمة السدود المنفذة وعددها 28 سدا وتأثير مياه الأمطار مطلع شهر جمادى الأولى على منسوبها. وسيتحقق توفر المياه بكميات كبيرة بعد الانتهاء من بعض السدود الإستراتيجية في المنطقة بعردة وقلوة والمخواة والجنابين ببللجرشي إضافة إلى بقية السدود الجاري تنفيذها، حيث يبلغ عدد السدود تحت التنفيذ 15 سداً ستساهم في رفع كمية المياه المخزنة وزيادة منسوب مياه الآبار. وأكد المهندس محمد آل عضيد أن كمية المياه التي ستصل من محطة تحلية الشعيبة عبر مشروع خط المياه الناقل بين الطائفوالباحة ستعلن تماماً انتهاء الأزمة وستكون من الماضي، حيث تمت ترسية المشروع على إحدى الشركات بتكلفة تصل مليارا و62 مليون ريال، ومن المتوقع الانتهاء من المشروع خلال السنوات الثلاث القادمة. وعن صيف هذا العام واستعدادات المديرية له،ذكر انه سيلاحظ المراجع نقلة نوعية في تقديم الخدمة، حيث سيدشن في الأيام القريبة مباني خدمات العملاء في محطات التعبئة الرئيسية "شيب بشير – شيب بالجرشي"، وجار العمل على تجهيز صالات استقبال مكيفة مع دورات مياه ومواقف لسيارات العملاء مع إنارة للمحطة بالكامل لإمكانية تشغيل محطات التعبئة لمنتصف الليل، كما تم تشغيل عدد من شبكات المياه بعد عمل الصيانة عليها، وهي تخدم الآن عددا كبيرا من المستفيدين، مما يخفف الضغط على محطات التعبئة.