أن نعيش بلا مأوى فهذا أمر مطاق ، وأن نعيش بلا رغيف فهذا أمر معتاد , ولكن مالا يطاق ومالا يقبله دين ولا عقل ولا منطق، أن يعيش المرء فاقداً لهوية لا يعرف من أين أتى أو بأي أرض يعيش . هذا ما تعانيه أسرة بكاملها مكونة من أم و9 أبناء عاشوا في كنف والدهم ما يزيد عن 40 عاما. ذلك الأب الذي أتى إليها يحمل صورا للحفيظة السعودية قبل أكثر من 40 عاما وبهذه الصورة تزوج وبها استخرج شهادات الميلاد لأبنائه. وما بين غمضة عين وانتباهتها غير الله حال هذه الأسرة من حال إلي حال . نعم اختفى الأب لأن أمره كشف واتضح أن هذا الأب ليس سعودياً ، كما ظن الجميع وإنما هو من الجنسية اليمنية .من هنا بدأت فصول المأساة . فقبل أكثر من سبعة أعوام وإلى هذه اللحظة وهذه الأسرة تعيش المصير المجهول ، تعيش بلا هوية بعد أن رحل والدهم. إلى هذه اللحظة وهذه الأسرة محرومة من أبسط مقومات الحياة لا أقول الحياة الكريمة ، ولكن أقول أبسط حقوق الحياة. طرقت كل الأبواب فوجدتها موصدة ، هرولت وراء كل سراب فلم تجده شيئاً ، بحت أصواتها وهي تستغيث. أبناء في سن الرجولة وبنات في سن العنوسة . وجميع المعنيين يقفون في موقف المتفرج الأبكم. نعم طرقت أبواب وزارة الشؤون الاجتماعية لتوفير لقمة عيش فبخلت بها وزارة الإنسانية . وعرضت معاناتها على حقوق الإنسان لعلها من خلالها تجد ضالتها المنشودة فاعتذرت. لجأت إلي قنوات إذاعية ومرئية وفي كل مرة تجرى لها مقابلة ثم لا تبث. وكأن في الأمر سر . وكأن هذه الأسرة وجدت نفسها في ضمير الأمة الغائب .