أعلن قائد التمرد في شمال اليمن عبد الملك الحوثي في شريط صوتي بث أمس الاستسلام وانسحاب المتسللين الكامل من الأراضي السعودية. وقال الحوثي وفق تقارير نقلتها أمس وكالات الأنباء العالمية «نعلن قيامنا بالانسحاب الكامل من كل المواقع السعودية». وكانت السعودية قد دخلت خط المواجهات العسكرية من الحوثيين مطلع تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي في أعقاب مقتل أحد حراس الحدود السعوديين بأيدي متمردين تسللوا إلى أرضها واحتلوا مواقع سعودية على الحدود. من جانب آخر، قتل شرطي وجرح عدد من الأشخاص خلال اضطرابات وإضراب نفذ في أربع مدن يمنية جنوبية بهدف التعبير عن مطالب انفصالية قبل يومين من انعقاد الاجتماع الدولي حول اليمن في لندن، حسبما أفادت مصادر محلية وشهود عيان. وأفادت مصادر من السلطة المحلية أن الإضراب الذي أغلقت خلاله المحال التجارية وتوقف النشاط الاقتصادي على نطاق واسع شمل زنجبار عاصمة محافظة أبين والحوطة والحبيلين في محافظة لحج والضالع. ونشبت أعمال عنف خلال الإضراب في الضالع. وقد قتل عنصر من الشرطة دهسا بإحدى مركبات رفاقه خلال تبادل لإطلاق النار بين الشرطة والمتظاهرين المسلحين. وأفاد مسؤول في السلطة المحلية أن 11 متظاهرا أصيبوا بجروح في المواجهات. وذكر شهود عيان أن شابا مسلحا أطلق النار داخل مدرسة في الضالع لم تلتزم بالإضراب ما أسفر عن إصابة ثلاثة طلاب بجروح. من جهة أخرى، قال مسؤول أمني يمني ل»رويترز» أمس إن مسلحين من تنظيم القاعدة وليس انفصاليين هاجموا نقطة تفتيش وقتلوا ثلاثة جنود. وتابع المسؤول قائلا عن الهجوم الذي وقع أمس الأول «يعتقد الجهاز الأمني أن تنظيم القاعدة كان وراء قتل الجنود الثلاثة». وأضاف «يتفاوض خمسة من شيوخ القبائل في شبوة مع أعضاء في القاعدة ليسلموا أنفسهم» في إشارة إلى أن شيوخ قبائل في محافظة شبوة يتوسطون بين الحكومة ومسلحين في المنطقة. وكان مسؤول حكومي قد قال فيما سبق إن انفصاليين جنوبيين نفذوا الهجوم في شبوة مسقط رأس رجل الدين الأمريكي من أصل يمني أنور العولقي. وكانت المحافظة محور تركيز حملة اليمن المتصاعدة ضد تنظيم القاعدة. وكانت صنعاء قد أعلنت الحرب على القاعدة في وقت سابق هذا الشهر بعد فترة قصيرة من إعلان «تنظيم القاعدة في جزيرة العرب» الذي يتخذ من اليمن مقرا له المسؤولية عن محاولة فاشلة لتفجير طائرة متجهة إلى الولاياتالمتحدة في 25 كانون الأول (ديسمبر). ونقل موقع حكومي يمني على الإنترنت عن وزير الداخلية مطهر المصري قوله إن نحو 30 يشتبه في انتمائهم لتنظيم القاعدة قتلوا في الآونة الأخيرة دون الكشف عن مزيد من التفاصيل. وقالت السلطات اليمنية في كانون الأول (ديسمبر) إن 60 من عناصر القاعدة قتلوا في غارات جوية وعمليات تمشيط أمنية. كما ذكرت أنها قتلت بعض كبار قادة التنظيم الإقليميين ومن بينهم العولقي. ولم تتأكد هذه الأنباء، ونفت القاعدة فيما بعد مقتل هؤلاء الزعماء.