انتقدت إيران تصريح وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الذي اتهمها فيه باستغلال سلاح حزب الله للتدخل في لبنان، ووصفته بانه غير منطقي ولا أساس له. كما هاجم حزب الله اللبناني في بيان بشدة كوشنير واتهمه بانه "يشجع اسرائيل على الامعان في اعتداءاتها" على لبنان. وذكرت وكالة أنباء "مهر" الإيرانية ان المتحدث باسم وزارة الخارجية رامين مهمانبرست ندد بتصريح كوشنير واعتبره "تدخلا لمصلحة المحتلين" في إشارة الى إسرائيل . وكان كوشنير قال الخميس في ختام لقاء عقده مع رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري في باريس ردا على سؤال حول المخاوف من حصول هجوم اسرائيلي على لبنان "حتى الان يبقى الامر محصورا في اطار التهديدات ولا نرى عملا اسرائيليا في هذا الاطار الان". الا انه اضاف "لكني اود ان اقول بشكل بسيط وواضح ان الوضع في ايران قد يؤدي الى تحركات للهروب الى الامام من قبل عدد من المسؤولين الايرانيين، وهذا امر خطير لان حزب الله يملك السلاح وقد تحصل بعض الاحداث التي قد تكون مؤسفة للغاية ومدانة" في اتهام غير مباشر لحزب الله بانه قد يقوم بفتح المواجهة مع اسرائيل في جنوب لبنان في حال تدهور الوضع مع ايران بشأن ملفها النووي. وقال المسؤول الإيراني "للأسف ان كوشنير يدلي بتصريحات متأثرة بالأفكار الصهيونية "،واصفا التصريحات بأنها "غير منطقية ولا أساس لها من الصحة". وأضاف "الواضح لدى الجميع هو أن التهديد والاحتلال الذي يمارسه الكيان الصهيوني (إسرائيل) والتهديد المتنامي الذي يمثله هذا الكيان للأبرياء الذين يحرمهم حقهم الطبيعي في الحياة هو مصدر القلق الحقيقي في المنطقة". ورأى ان مثل هذه "التوجهات لا تصب في مصلحة حكومة الوحدة الوطنية في لبنان ونتائجها المتأتية من الجهود والمساعي الخيرة للدول الصديقة ومنها الجمهورية الإسلامية الإيرانية لإرساء الاستقرار والهدوء في لبنان، ونعتبر انها تهدف للتغطية على الاعتداءات والتهديدات المستمرة من قبل مسؤولي الكيان الصهيوني" بصمات للصوت الإسرائيلي وفي الأثناء استنكر بيان لحزب الله تصريحات كوشنير، وقال أنه "يرى في ثناياها بصمات واضحة للصوت الإسرائيلي وتنكرا كاملا لتاريخ فرنسا وإرثها في مقاومة العدوان والاحتلال". وتابع البيان "ان حزب الله إذ يستغرب أن يناقض وزير خارجية فرنسا بتصريحاته ما تؤكده تقارير قوات الاممالمتحدة في جنوب لبنان والتي تتمثل بلاده فيها حول الاعتداءات الإسرائيلية اليومية على لبنان وخرقها لسيادته، فإنه يرى في هذا الموقف محاولة لتبرئة العدو الإسرائيلي وتغطية لانتهاكاته المتكررة للسيادة اللبنانية، وهو ما يشكل حماية للمحتل الإسرائيلي وتشجيعا له على الامعان في اعتداءاته". وخلص البيان الى القول ان حزب الله "إذ يدين هذا الموقف المتواطئ وغير المتزن، فإنه يهيب بالسلطات الفرنسية أن تضطلع بدور يتناسب مع المسؤولية التي طالما ادعت تحملها بالحرص على سلامة لبنان وسيادته". وسبق ان استضافت فرنسا بحضور كوشنير لقاء بين الاطراف اللبنانيين في سان كلو في فرنسا في تموز/يوليو 2007 بحضور ممثلين عن حزب الله. كما التقى كوشنير خلال زيارة له الى بيروت في تموز/يوليو 2009 ممثلين عن حزب الله.