من يتأمل أحوال الدوري السعودي في السابق يجد اللاعب السعودي هو المحرك الأساسي والمحور الرئيسي في قائمة التشغيل الأساسية بخارطة الفرق الكروية المحلية، والعنصر الأجنبي ليس سوى عامل (ثانوي) مساعد!! والآن انقلبت الأوضاع المركزية رأسا على عقب بعد أن أصبح (الأجنبي) رأسمال الأندية والعنصر المعتمد عليه بالبطولات المحلية والإقليمية والقارية، حتى إن ناديا سعوديا قد أعطى الكابتنية قيادة الفريق لأحد أجانبه على حساب أبناء النادي من فرط أهميته.. ما علينا!! المتأمل بقائمة هدافين دوري زين السعودي يجدها (أجنبية) بالكامل ستة لاعبين عدا (2) فقط سعوديين يتقدمها أجنبي الهلال ويسلي لوبيز ب12 هدفا يليه السعودي ياسر القحطاني ب9 أهداف وفارق شبه كبير، وأما البقية فسالمو وألتون جوزيه (الفتح) والشمراني ناصر الذي يتقاسم المركز الخامس مع أجنبيين من النصر والرائد. الصبغة الأجنبية المسيطرة على السواد الأعظم من هدافي الدوري تمهد مبكرا على أن لقب الهداف سوف يكون أجنبيا (ما لم) يكن هناك تحرك سعودي سريع وإن كانت المهمة شبه صعبة، أو سعودة هذا اللقب حتى نفاخر بأن لدينا هجوم قوي يعتمد عليه بالقائمة الدولية للمنتخبات وهذا مستحيل وغير معقول عطفا على تميز أجانب دوري زين و(سطوتهم) على نقاط ضعف المركزية. فالموهبة السعودية من أبناء النادي وكذلك من (النازحين) من الداخل لم تعد الفرصة وافرة أمامهم للظهور بشكل جيد وإبراز الإمكانات المختزنة. وبالتالي أصبحنا نعاني من فقر ائتلافي بمعظم الخانات الأساسية بالمنتخب قلب الدفاع المحور وصناعة اللعب. والمخرجات الحية منها منتخب ضعيف يعايش تراجعا مستمرا بالتصنيف وفقرا مدعقا بمراكز اللاعبين. لن أتحدث عن الخسائر المادية من وراء عقود الأجانب، فمؤخرا بفترة التسجيل السابقة كان للأزمة الاقتصادية تأثير باد على تعاقدات الأندية مع أجانب معقولين بعد أن خرجوا من قائمة الخمس نجوم وفق إمكانيات الأندية. ولأن فترة التسجيل الشتوية قد قربت فاعتقادي أنه لا بد من الأخذ بالاعتبار مسألتين عندما يحين توقيت هبوب عاصفة التغيير الاستفادة والإفادة للنادي والمنتخب، فلا يكون الأجنبي على حساب ابن النادي والمنتخب ولا على حساب النادي صفقة غير مربحة (منتجة). بعض الأندية فشلت باختيار لاعبين أكفاء كمانجان الهلال وسوزا الاتحاد، وبعضها هبطت مستويات أجانبها مثل كماتشو الشباب الذي زايد عليه وانتزعه من الأهلي وسيموس الأهلي أصبح بلا فعالية، مع أن العنصر الأجنبي قد أفاد بأندية بعينها كالفتح مثل سالمو وألتون جوزيه..! 54 لاعبا أجنبيا بدورينا (المقنعون) منهم من الموسم الماضي 27 لاعبا وما قبله من مواسم 4 فقط والمستجدون كظهور أول 23 لاعبا وعلى خلاف! ومع هبوب رياح التغيير الشتوية أعتقد أن أسماء أجنبية كثيرة ينبغي لها أن ترحل (غير مأسوف عليها) لأن وجودها أضر بالأندية وأبنائها وبالتالي المنتخب! خلاصة القول، إن اللاعب الأجنبي في ملاعبنا يجب أن لا يكون على حساب الموهبة المحلية المستقبلية ولا على حساب الواجهة الكبرى المنتخب الذي أصبح يعاني فراغا حقيقيا من اللاعب المنتج الفاعل الذي يملأ مركزه بكل اقتدار. ولا ننسى أن للأجنبي تأثيره الإيجابي أيضا من خلال مخرجاته واحتكاك اللاعبين به، فالدوري الإسباني يعج بالأجانب ومع ذلك إسبانيا تتزعم فرق العالم كصدارة وتأثير، ليس مهما الكم، بل الكيفية وحسب!