تبدلت أوضاع الأهلي وتغيرت ، فالفريق الذي كاد أن يجلب الآسيوية هاهو اليوم يتحول إلى محطة عبور أقول محطة عبور دونما أعرف لماذا وكيف؟ بالأمس الأول وأمام الاتفاق ظهر الأهلي كصورة مكربنة للمشهد الذي كان عليه أمام نجران والتعاون والهلال ليخرج مهزوما مهزوما بالمستوى ومهزوما بنتيجة قد تعصف بكل الأحلام والطموحات كما قد ترمي بالفريق إلى غياهب المجهول. ماذا أصاب الأهلي .. من يتحمل السبب .. لماذا غابت الروح .. ما هو سر التراجع المخيف للاعبيه؟ سؤال يتبعه سؤال وما بين السؤال وأخيه لم نعد نعلم أين تقبع الإجابات ففي الوقت الذي تفاوتت فيه نسبة الأخطاء وتوزعت بين المدرب واللاعبين والإدارة سيبقى الأهلي غائبا ومغيبا عن توهجه الفني والنفسي والمعنوي إلى أن نجد قوة القرار حاضرة. الأهلي كبير بل كبير جدا ولأنه كذلك فلا يمنع من القول إن هذه المستويات والنتائج التي تسجل اليوم لا تليق بحجم نجومه ولا بحجم تاريخه وجمهوره والقائمين عليه وبالتالي آن الأوان كي يسارع أصحاب الرأي والمشورة والقرار للتدخل واحتواء الوضع برمته حتى يستطيع سفير الوطن العودة، أما المكابرة وتجاهل ما حدث في النهائي الآسيوي وما تلاه فلن يحقق المراد المنشود لدى الأهلاويين جميعا بل على النقيض من ذلك تماما سوف يستمر النزيف ويتعمق الجرح ويصبح الأهلي مجرد رقم عابر فيما تبقى له من الموسم الرياضي الحالي. جاروليم مدرب الكل أشاد بقدراته والإدارة الأهلاوية كذلك بذلت الغالي والنفيس من أجل الفريق لكن وبرغم الاعتراف بهكذا حقيقة لا يمنع من القول بأن المرحلة حاسمة تستوجب الوقوف على ملامسة الأخطاء والمسببات والأسباب التي عكست صورة الأهلي الجميلة إلى أخرى لا تليق والعمل على تلافي ما يمكن تلافيه فنيا ومعنويا وحتى إداريا فلربما تبدلت الأمور وعاد الفريق إلى وضعيته السابقة وخاصة تلك التي كان عليها في البطولة الآسيوية. عموما نتمنى أن تتعدل أوضاع الأهلي ليعود كما عهدناه قويا ومنافسا ورائعا وجميلا. الأهلي يحتاج إلى قرار الحكمة والعقل لا إلى قرار الغضب والانفعال ومن هنا أقول على إدارته أن تقفز عن كل صوت نشاز يطالبها بإقالة المدرب التشيكي جاروليم. أقول عليها ذلك اعتقادا بأن ما قدمه جاروليم للأهلي في موسم هو ما عجز عن تقديمه قائمة طويلة من المدربين طيلة عقود. أما عن أول خطوات تفعيل الأهلي وتطوير قوته فهي مرهونة بضرورة التعاقد مع صانع لعب ماهر ومبدع. في الموسم الماضي كان تيسير الجاسم مؤثرا في مركزه لسبب أن كاماتشو كان يسانده ويخفف عن عاتقه الحمل الثقيل أما مع موراليس (المقلب) وفي ظل غياب الموهوب ياسر الفهمي (المصاب) فالجاسم يعاني على اعتبار أنه الوحيد الذي نراه مرة في محور الدفاع ومرة أخرى في محور الهجوم وثالثة كلاعب حر وهذه بالطبع تعد إشكالية كبيرة على الإدارة البحث مع المدرب في إيجاد حلولها بصانع لعب أجنبي يملك القدرة على صناعة الفارق... وسلامتكم.