ولأني من المعجبين بأداء مدير الشؤون الصحية بجدة فإني رغم عدم رغبتي في معرفة أخباره وزهدي في متابعة أعماله، أجده أمامي في الصحف. كل مرة أجده ينفي ويؤكد النفي، وكل مرة يدلي بشهادته أن الأمور الصحية في جدة والبلاد عموما على خير وبخير ولاينقص المواطن والمقيم شيئا لأن عيونه وعيون منسوبي الوزارة بمن فيهم الوزير مفتوحة ولاتكاد تغمض فإن (غمَّض البعض فنجل البعض). آخر تصريح لمدير الشؤون الصحية قوله: (أنفي بالبنط العريض أن يكون هناك طبقية في التعامل مع قضايا المتضررين من الأخطاء الطبية) هكذا قال لا فض فوه. غير أن الحقائق والوقائع تؤكد عكس ما قال فكثير من الضحايا في عرفان وغيره انتهت قضاياهم إما بغرامات أو ديات زهيدة (راجع المدينة 22.11.2012 ). حتى اسم المشفى لم يكن أحد يجرؤ على ذكره حتى الصحف نفسها لاتذكر الأسماء كي لاتحجب عنها إعلانات المشفى الذي ذُكر اسمه عندما وقعت كارثة.. الطبيب الذي شغلت قضيته الرأي العام انتهت بإغلاق (حجرة العمليات) تصوروا حجم هذه العقوبة، تغلق حجرة واحدة لها بابان قد يكون أحدهما مفتوحا يستقبل مزيدا من (مشاريع الضحايا)، ولولا أن الطفل البريء الذي اغتالته يد العبث والإهمال والبلطجة أسرته لها حيثية مالية جذبت إلى عزائها كل الطبقات لما تحرك أحد ولما اتخذ قرار إغلاق المشفى.. إن إغلاقه مؤقت رغم كل شيء. وقد يتم استبدال دهان غرف العمليات والإنعاش وقد يعود المشفى للعمل قريبا لأن مالكه وعياله ومن حولهم لهم حيثيات أيضا.