حركة (المقاومة والممانعة) الباطنية ، القائمة على أكاذيب وخزعبلات نظام ولاية الفقيه في طهران والنظام العلوي في دمشق ، تُمثّل الانحطاط في أدائها وبياناتها وممارساتها ، على نحو لا مثيل لوضوحه سوى ما اعتمدته الحركة الباطنية للصهاينة المؤسسين وأحفادهم في إسرائيل اليوم. الحركة الصهيونية الباطنية نفسها استنسخت عن الحركة النازية الهتلرية معظم ممارساتها وطقوسها الحربية والعسكرية والأمنية والإعلامية والاستئصالية. على النسق نفسه ، يغرف أهل حركة المقاومة والممانعة الباطنية من الثقافة الأدائية الإسرائيلية كل مثالبها. لا يُعاني من أطلقوا على أنفسهم حركة المقاومة والممانعة من انعدام التوازن الفكري والقيمي مع خزعبلات تلك الحركة الباطنية فحسب ، بل هم يُكابدون أيضا مُواجهة وُحولِ انحطاطٍ لغوي سوقي تسويقي مُستهلك ، بفكر تهريجي ممجوج ، يستعير من أصول النازية والفاشية البائدتين ومن الصهيونية القائمة ، جل طقوسها وممارساتها وشعاراتها وأدائها. البائس أن حركة المقاومة والممانعة الباطنية السرية تُوظّف كل شيء ، بما فيه المقدسات والمُسلّمات والبديهيات الجامعة ، لخدمة شيطان هذه الحركة وفي دعم مشروعه. تتماهى حركة المقاومة والممانعة مع الحركة الصهيونية ، بممارسات القتل والاغتيال والتفجير والتخوين والتعذيب والتهجير والإبادة الجماعية والتفتيت المذهبي والفتنوي والاستئصالي ، والتلاعب باستقرار الوطن العربي وتدمير اقتصاده لنشر المجاعات. المثير للسخرية والرثاء معا ، أن شعارات وأدبيات هذه الحركة الباطنية السرية ، تضع كل ذلك في خانة (المقاومة والممانعة) ، وحفظ مصالح (الأمة) ومقدساتها!!. تحاول هذه الحركة ، بكل إمكاناتها ، توريط الشعوب العربية في لعبة الأمم ولعبة المذاهب ولعبة القوميات والإثنيات والأعراق والأديان ، تحت شعار (تحرير!) فلسطين. مُنجّمو المقاومة والممانعة يُهدّدون بطوفان النار في المنطقة ، كما لو أنهم يستعدون لشن حرب وثنية (مقدسة!) على الشعوب العربية. بالأحرى هم يرقصون في الدم ومع الدم ، في لعبة (الإبادة الاستئصالية المقدسة!) للشعب السوري ، بانتظار تلك (اللحظة الهوليوودية) في المنطقة ، حين يستدرجون جميع شعوبها للتورّط في تلك اللعبة الشيطانية.