أفاقت مدينة الرياض صباح الخميس 16 ذي الحجة 1433ه على حادث انقلاب صهريج ناقلة غاز طبيعي وانفجاره تحت جسر خريص وهزَّ الكثير من الأحياء وأودي بحياة عدد من الأرواح البريئة وجرح المئات ممن كانوا على مقربة من موقع الحادث. هذا الحادث الأليم الموجع تألم له كل من شاهده وتابعه فضلاً عن ألم ذوي الضحايا والمصابين ، وهو حدث أحزن الجميع وكدّر النفوس ، لكنه أمر الله وقضاءه لا راد له ، وبعد الحادث مباشرة كان لأبنائنا البواسل من الدفاع المدني ، وشرطة المنطقة ومنسوبيها ، والحرس الوطني ، والشؤون الصحية ، والهلال الأحمر ، والمستشفيات الحكومية والخاصة وأمانة منطقة الرياض والشركة الموحّدة للكهرباء دور فاعل في تخفيف الآثار وتطمين النفوس ، حيث هبّوا للقيام بالواجب وبذلوا جهوداً مخلصة لإسعاف الجرحى ونقلهم للمستشفيات وإزالة العوائق التي حدثت ومحاولة إعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل وقوع الحادث. وكان على رأس المتابعين حضورياً سمو الأمير محمد بن سعد بن عبد العزيز نائب أمير منطقة الرياض الذي باشر الحدث منذ الوهلة الأولى ، وأصدر توجيهاته السديدة للتعامل معه بأعلى درجات المسؤولية والجاهزية واتخاذ الإجراء المناسب ، كما تابع الوضع معالي أمين منطقة الرياض المهندس عبد الله بن عبد الرحمن المقبل الذي كان قد أشرف على بناء هذا الجسر قبل عشرين عاماً ، وقام بتفقد المباني التي تضرَّرت جراء الانفجار ، وقد أوصى معاليه حرفياً بضرورة إزالة الجسر لتعرّضه للضرر وخشية أن يقع ما لا يحمد عقباه ، كذلك النظرة إلى ضرورة التعامل مع مثل هذه المواد الضارة وكيفية نقلها بطريقة آمنة وبسلامة. وقد جسّدت مباشرة القيادة بالإمارة والأمانة مستوى الحرص على أرواح المواطنين والمقيمين ومدى الاهتمام الذي أولاه المسؤولون لهذا الحادث والوصول إلى الموقع بسرعة قياسية واتخاذ ما يلزم بحكمة وسرعة واهتمام رفيع ، بناءً على توجيهات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو وزير الداخلية وسمو أمير منطقة الرياض -حفظهم الله- وما قدّموه من توجيهات سديدة ، ودعم غير محدود ، ومتابعة دقيقة منذ لحظة وقوع الحادث. وقد كشفت التحقيقات سلامة أنظمة السلامة الخاصة بشركة أرامكو السعودية لما عُرف عنها من خبرة وتجربة واسعة في مجال تطبيق الأنظمة العالمية للسلامة ، لكن القدر كان حاضراً وإرادة الله دائماً غالبة ، نسأل الله أن يرحم الأموات ويشفي المصابين ويحمي بلادنا من كل مكروه إنه ولي ذلك والقادر عليه.